للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥١٢ - بدر الدين بنُ رَضِيِّ الدينِ، الغزيُّ، العاميُّ، الشاميُّ.

فريدُ الدهر وأوانه، وابن عباس زمانه، وسلمان آل بيته، وحسان قصيدته وبيته، صاحبُ الفنون، وغيث الإفادة الهَتون، ذكر له الخفاجي ترجمة بليغة في "الريحانة"، وقال: جمال الكتب والسِّيَر، وسيدُ أهل الحديثِ وعينُ ذوي الأثر، من حارت به أقطار غزة، شرفًا باذخًا وعزة، وله شعر، فمما لمع من نور كماله، وسطع من نجوم أقواله، قوله:

إن كانَ حمدُ العبدِ مولاه إنَّما ... يكونُ بإلهامٍ من اللهِ للعبدِ

وذلكَ مِمَّا يوجبُ الحمدَ دائمًا ... فلا حمدَ حقًا من سوى ملهمِ الحمدِ

وقوله:

من رامَ أن يبلغَ أقصى المُنى ... في الحَشْر مَعْ تقصيرهِ في القُرَبْ

فَلْيُخْلِصِ الحبَّ لخيرِ الورى ... المُصْطَفى، والمرءُ مَعْ مَنْ أحبّ

وقوله:

إنَّ أَلْطافَ إِلَهي ... ليَ قالَتْ خَلِّ عَنْكا

لا تُدَبَّرْ لكَ أَمْرًا ... أنا أَوْلَى بِكَ مِنْكا

وأنشد له:

إِنْ تَسَلْ عن حالِ الذين اجتباهُمْ ... رَبُّهُم، عاجِزًا وتَطْلُبْ قُرْبا

أَحْبِبِ اللهَ والذينَ اصْطفاهُمْ ... تَبْقَ مَعْهُم، فالمرءُ مَعْ مَنْ أَحَبَّا

وللحافظ ابن حجر العسقلاني في المعنى:

وقائلٍ هل عملٌ صالحٌ ... أعددتُه ينفعُ عندَ الكُرَبْ

فقلتُ: حسبي خدمةُ المصطفى ... وحُبُّهُ، فالمرءُ مَعْ مَنْ أَحَبّ

وكنت قلتُ قبل أن أسمع هذا:

وحق المصطفى لي فيه حُبٌّ ... إذا مرضَ الرُّجاءُ يكون طبَّا

ولا أرضى سِوى الفردوسِ مَاْوًى ... إذا كانَ الفَتَى مَعْ مَنْ أَحَبَّا

<<  <   >  >>