للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٨١ - عبدُ الواحد بنُ محمد بنِ علي، أبو الفَرَج، الأنصاريُّ، الدمشقيُّ.

شيخ الشام في وقته، سكن بيت المقدس، فنشر مذهب الإمام أحمد فيما حوله، ثم أقام بدمشق، فنشر المذهب، وتخرج به الأصحاب، وسمع بها من أبي عثمان الصابوني، وكان شديدًا في السنة، وكانت له وقعات مع الأشاعرة، ظهر عليهم بالحجة في مجالس السلاطين ببلاد الشام، وتكلم في مجلس وعظه فصاح رجل متواجد، فمات في المجلس، وكان يومًا مشهودًا، وله تصانيف عدة في أصول الدين، وأصول الفقه، وكتاب "الجواهر" في التفسير في ثلاثين مجلدًا. توفي سنة ٤٨٦.

وذُكر عنه: أن الوضوء في أواني النحاس مكروه، وأن التسمية على الوضوء يصحُّ الإتيان بها بعد غسل الأعضاء، ولا يشترط تقدمُها على غسلها، وقد نسب هذا ابن منجا في كتابه "النهاية" إلى أبي الفرج ابن الجوزي، وهو وهم.

وله غرائب كثيرة، منها: أن مس الأمرد بشهوة ينقض الوضوء، ومنها: أن الجنب يُكره له أن يأخذ من شعره وأظفاره، وهو مخالف لمنصوص أحمد في رواية جماعة، ومنها: أنه يعتبر لوجوب الزكاة في جميع الأموال إمكانُ الأداء، إلى غير ذلك مما حكاه ابن رجب في "طبقاته".

١٨٢ - يعقوب بن إبراهيم بن أحمد القاضي، أبو يعلى.

سمع الحديث، وولي القضاء ثم عزل نفسه عنه، ذكره السمعاني، وقال: كانت له يدٌ قويةٌ في القرآن والحديث والفقه والمحاضرة. قال ابن الجوزي: حدث، وروى عنه أشياخنا، انتهى. وكان مباركَ التعليم، لم يدرس عليه أحد إلا أفلح، وصار فقيهًا.

وله المقامات المشهورة بالديوان حتى يقال: إنه كعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة من الصحابة في قوة الرأي، له تصانيف ممتعة. واختار جواز أخذ الزكاة لبني هاشم - إذا مُنعوا حقَّهم - من الخمس. توفي سنة ٤٨٦، وقيل سنة ٤٨٠.

<<  <   >  >>