يُؤَيِّدُهُ بالحِفْظِ في سيرِهِ إلى ... منازلِ سُعْدَى حيثُ يمنح سرَّهُ
٥٢١ - الشيخُ، العلامةُ، المحدثُ، عبدُ الله بنُ سالم البصريُّ، المكيُّ.
قارىء "صحيح البخاري" في جوف الكعبة المشرفة، له شرح عليه عزَّ أن يُلْفى في الشروح مثلُه، لكن ضاق الوقت عن إكماله، سماه:"ضياء الساري"، وهذا الاسم كاد أن يكون من قبيل المعمى؛ فإنه موافق لعام الشروع في تأليفه، ومن مناقبه: تصحيحُه للكتب الستة، حتى صارت نسخته يُرجَع إليها من جميع الأقطار، ومن أعظمها "صحيح البخاري"، أخذ في تصحيحه نحوًا من عشرين سنة، وجمع "مسند الإمام أحمد" بعد تفرق أيدي سبا، وصححه، وصارت نسخته أمًا، وأخذ عن جملة من المشايخ الكرام؛ كالحافظ محمد البابلي، والشيخ عيسى المغربي، والشيخ أحمد البناء، وغيرهم، وأخذ في طريقة التصوف على جماعة، منهم: العلامة عبد الرحمن المحجوب، ذكر له السيد العلامة غلام علي آزاد البلجرامي ترجمة حسنة في كتابه "تسلية الفؤاد".
يا ليتَ شِعريَ ما يُعَبِّرُ ناطِقٌ ... عن فَضْلِهِ العالي وعظمِ المَنْصِبِ
أو ليسَ ذاكَ الماجدَ العَلَمَ الذي ... سَفَرَتْ محاسِنُه ولم تَتَجَلْبَبِ
أخذ العلوم النقلية والعقلية عن مشايخ عصره، وحفاظ وقته، منهم: السيد العلامة أحمد بن محمد شريف - رحمه الله تعالى - حتى بلغ من الكمال غايته، ومن الفضل نهايته، ومنهم: الشيخ الفهامة عبد الخالق المزجاجي، قرأ عليه "الصحيحين"، و"شرح النخبة" للحافظ مؤلفها، وجميع "بهجة العامري"، ومنهم: مفتي زبيد الفقيه سعيد بن عبد الله الكبودي.