للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنَّ الولايةَ ليس فيها راحةٌ ... إلا ثلاثٌ يبتغيها العاقلُ

حكمٌ بحقًّ أو إزالةُ باطل ... أو نفعُ محتاجٍ، سواها باطلُ

ثم أقول والحالة هذه:

لعمرُكَ إنَّ لي نفسًا تَسامَى ... إلى ما نيل دار ابنِ دارا

فمِنْ هذا أرى الدنيا هباءً ... ولا أرضى سوى الفردوسِ دارا

اللهمَّ يا مالك الملك! اجعلني في حل مما أنا فيه، واجعل باقي عمري خيرًا من ماضيه، ولا تجعلْني ممن قلت فيهم: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} [الصافات: ٢٢]، وإن كانت والية هذه الحوزة الإسلامية في محاسن صفاتها ومكارم ذاتها - حفظها الله تعالى - سيدة الرؤساء الحاضرين وتاجهم، ولا أقدر على أن أبوح بما تفضلَتْ به عليَّ من عطاياها؛ فإنها لا تحملها إلا مطاياها، جعلها الله تعالى وإيانا من إمائه وعبيده الصلحاء، وختم لها ولنا بالحسنى.

٤٤٦ - السيد علي بنُ عبدِ الله بنِ أحمدَ، جلالُ الصنعانيُّ.

ولد في سنة ١١٦٩، وقرأ على علماء صنعاء؛ كصاحب "البدر التمام"، والسيد عبد القادر الكوكباني.

قال الشوكاني - رح -: برع في الحديث والتفسير، وشارك في الفروع مشاركة قوية، وتتبع الأدلة، فعمل بها، ولم يقلد أحدًا، وانتفع به الطلبة في جميع الفنون، وأخذوا عنه في جميع علوم الاجتهاد، وفيهم من النبلاء جماعة كثيرة، وهو من محاسن العصر، وأفراد الدهر، مُكِبٌّ على العلوم في جميع الأوقات، قويُّ الحفظ، سريعُ الفهم، صحيحُ الذهن، جعله مولانا الإمام من جملة قضاة صنعاء، وعظمه بما يستحقه بعد أن عرفته بجلالة مقداره، وأشرت إليه بنصبه، وقد دار بيني وبينه مباحثات نافعة، ومراجعات جيدة، ومطارحات أدبية، وترافقنا في القراءة على شيخنا المغربي في "الكشاف"، وفي "شرح بلوغ المرام". توفي - رح - في سنة ١٢٤٠، انتهى.

<<  <   >  >>