- يعني: كتاب "عجائب المقدور في أحوال تيمور" لابن عرب شاه، وكان مُغْزًى بغزو المسلمين دون الكفار، واستولى على غالب البلاد الإسلامية، وجميع ما وراء النهر والشام والعراق والروم والهند، وما بين هذه الممالك، وله فكر صائب، ومكائد في الحرب عجيبة، وفراسة قلَّ أن تخطىء مع كونه أمّيًا لا يحسن الكتابة ولا القراءة، ويعتمد قواعد جنكيز خان، ويجعلها أصلاً.
قال السخاوي: ولعله قارب الثمانين، انتهى. ولقد كان شيخًا طويلاً مَهولاً، طويلَ اللحية، حسنَ الوجه، أعرجَ، شديد العرج، ومع ذلك يصلي من قيام، مهابًا بطلًا شجاعًا، جبارًا ظلومًا سفاكًا للدماء مقدامًا على ذلك، أفنى في مدة سلطنته من الأمم ما لا يحصيهم إلا الله، وخرب بلادًا كثيرة تفوت الحصر، انتهى.
٣٩٠ - جلال بن أحمد التباني.
كان عالمًا كبيرًا، قال في "البدر الطالع": انتهت إليه رئاسة الحنفية، وعرض عليه القضاء غير مرة، فأصر على الامتناع، وقال: هذا أمر يحتاج إلى دراية ومعرفة اصطلاح، ولا يكفي فيه مجرد الاتساع في العلم. له مصنف في منع تعدد الجمعة، وآخر في أن الإيمان يزيد وينقص، وكان محبًا للحديث، حسنَ الاعتقاد، شديدًا على الاتحادية والمبتدعة، مات في سنة ٧٩٣ بالقاهرة عن بضع وستين سنة.
٣٩١ - السيد حسن بنُ أحمدَ بنِ محمد، المعروفُ بجلال.
كان علامة كبيرًا من أئمة اليمن، ذكر له في "البدر الطالع" ترجمة حسنة، وقال: صنف التصانيف الجليلة، منها "ضوء النهار"، جعله شرحًا للأزهار للإمام المهدي، وحرر اجتهاداته على مقتضى الدليل، ولم يعبأ بمن وافقه من العلماء أو خالفه، وفيه ما هو مقبول، وما هو غير مقبول، وهذا شأن البشر، فكل أحد يؤخذ من قوله ويُترك، إلا المعصوم.
وما أظن سبب كثرة الوهم في ذلك الكتاب إلا أن هذا السيد كالبحر الزخار، وذهنه كشعلة نار، فيبادر إلى تحرير ما يظهر له واثقًا بكثرة علمه وسعة دائرته