للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان المستغرق في الوليمة خمس مئة دينار، ووقعت في ذلك اليوم مطارحة أدبية ... إلى آخر ما قال، انتهى.

قلت: ولما وقفتُ على هذه الحكاية، عملتُ وليمةً عظيمة على تفسيري "فتح البيان في مقاصد القرآن" عند ما ختم - طبعه بمصر - بهو بال المحمية، وجمعتُ علماء البلد وطلبته، وحضرتِ الرئيسةُ المعظمة تاج الهند صاحبةُ القران الثاني "نواب شاهجهان بيكم" - أنعم الله عليها، وأكرم فيها - بنفسِها الكريمة الفياضة، وفرقت على الجماعة الحاضرة مبالغ من الفضة كثيرة، وكان جملة المصروف في أمر هذا التفسير خمسًا وعشرين ألف ربية، ولله الحمد، فكانت تلك الوليمة على شرح الحديث، وهذه على تفسير الكتاب العزيز، وإنما عملتُ هذا كلَّه تشبُّهًا بالأئمة الكبار، وقدوةً بأهل الحديث الأبرار.

وتَشَبَّهوا إنْ لم تكونوا مثلَهم ... إن التشبُّهَ بالكرامِ فَلاحُ

[٣٨٥ - قال في "البدر الطالع" في ترجمة أحمد بن محمد قاطن]

وكان له شغف بالعلم، وله عرفان تام بفنون الاجتهاد، على اختلاف، أنواعها، وكان له عناية كاملة بعلم السنة، ويد قوية في حفظها، وهو عامل باجتهاد نفسه، لا يقلد أحدًا، واستمر مشتغلاً بنشر العلم مجتهدًا في الطاعات حتى توفاه الله في سنة ١١٩٩، وله أولاد أعلمُهم عبدُ الحميد بنُ أحمد، وله عرفان كامل في علوم الاجتهاد، مع حسن سمت، ووفور عقل، وجودة فهم، وقوة إدراك، وهو على طريقة والده في العمل بالأدلة، وله قراءة في بعض مؤلفاتي، مولده سنة ١١٧٥، وتوفي - رح - في سنة ١٢٥٠.

وقال في ترجمة السيد إسماعيل بن الحسن الشامي: بيني وبينه مودة صادقة ومحبة خالصة ولنا اجتماعات نفيسة، وله يد في المعارف العلمية، وعمل بما يقتضيه الدليل، وإنصاف في جميع مسائل الخلاف، توفي - رح - في سنة ١٢٣٤. قال في "النفس اليماني" في ترجمة "أحمد قاطن": ومنهم: شيخنا العلامة المسند وحيدُ عصره صفي الإسلام أحمد قاطن، كان من أجل الأعلام الأعيان، كبير المقدار عظيم، ومن مشايخه السيد الإمام محمد بن إسماعيل

<<  <   >  >>