للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القاضي بهاء الدين بن شداد هو الذي طلب ذلك منه بحلب، انتهى.

قلت: وله شرح من شيخنا الشوكاني سماه "نيل الأوطار في شرح منتقى الأخبار"، أجاد فيه وأفاد، وأتى بما لم يأت به العلماء الأفراد. قال ابن رجب: قرأ على الشيخ مجد الدين القرآنَ جماعةٌ، وسمع منه خلق، وروى عنه ابنُه شهاب الدين، والحافظ عبد المؤمن الدمياطي، وابن الظاهري، ومحمد بن أحمد القزاز، وأحمد الدستي، وإسحق الآمدي، وغيرهم.

وأجاز لابن حمزة الحاكم، ولزينب بنت الكمال، وأحمد بن علي الجزري - وهما خاتمة من روى عنه - وقد أجازا لي. وتوفي يوم عيد الفطر بعد صلاة الجمعة سنة ٦٥٢ بحران.

وقال شيخ الإسلام بن تيمية: سنة ٦٥٣، ولم يبق في البلد من لم يشهد جنازته إلا معذور، وكان الخلق كثيرًا جدًا.

وكان أحيانًا يفتي "أن الطلاق الثلاث المجموعة إنما يقع منها واحدة فقط"، وأنه كان يفتي بذلك سرًا، ولما حجَّ في آخر عمره، كان يفتي: أن المحرم لهُ لبسُ سرموجه ونحوها من الجمجم والخف المقطوع، وإن كان واجدًا للنعل، وهو وجه، حكاه القاضي في "شرح المذهب". وكان يقول: إذا حلف بالالتزامات؛ كالكفر واليمين بالحج والصيام ونحو ذلك، وكانت يمينه غموسًا: أنه يلزمه ما حلف عليه.

وسئل عن ابن السبيل، إذا كان يقدر على القرض، يجوز له أن يأخذ من الزكاة؟ فقال: يلزمه أن يقترض إن قدر على ذلك، ولا يجوز له الأخذو ولا تبرأ ذمة من يعطيه إذا علم بقدرته على القرض، خلافًا لابن أخيه الشيخ عبد الرحمن.

٢٥٦ - محمد بن أحمد بن أحمد، الموصليُّ، المقرىء، الفقيهُ، الأديب، يعرف بشعلة.

قرأ القرآن والعربية، وبرع في الأدب والقراءات، ونظم الشعر الحسن.

كان المفضالي يصف شمائله وفضائله، ويثني عليه، وقال: كان هو نائمًا،

<<  <   >  >>