للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بك؟ قال: غفر لي، وقليل العمل ينفع عند الله، وسألته عن عذاب القبر، أحق هو؟ قال: لا، فقلت مرة ثانية: عذابُ القبر حقّ؟ وجبذته كالمنكِر عليه، فقال: أنا ما، فما رأيتُه، فقلت له: فمنكر نكير؟ قال: إي واللهِ حق، نزلا عليّ، وسألاني - رحمة الله عليه -.

٢٣٤ - أحمد بن أحمد بنِ كرم، الحافظُ المحدِّثُ، المعدِّلُ، يعرف بابن البنديجي.

ولد سنة ٥٤١، وتلقن القرآن من النهرواني، وقرأ بالروايات على البطائحي، وسمع الحديث الكثير من: أبي الوقت، وابن الشبلي، والشيخ عبد القادر الجبلي، وعُني بهذا الشأن، وكتب بخطه الكثير، وخرَّج، وأفاد، ووسمه جماعة بالحافظ، منهم: المنذري، وأثنى عليه الذهبي. توفي سنة ٦١٥، وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الشيطان قال: وعزتك يا رب! لا أبرحُ أُغوي عبادك ما دامت أرواحُهم في أجسادهم، قال الرب: وعزتي وجلالي! لا أزال أغفرُ لهم ما استغفروني" رواه ابن رجب بسنده عنه متصلاً.

٢٣٥ - عبد الله بن الحسين العكبري، أبو البقاء، الفقيهُ، المفسِّرُ، الفرضيُّ، اللغويُّ، النحويُّ، الضريرُ.

ولد سنة ٥٣٨. قرأ القرآن، وسمع الحديث من أبي زرعة المقدسي، وابن هبيرة الوزير، وأخذ النحو عن ابن الخشاب، وبرع في فنون عديدة.

وصنف التصانيف الكثيرة، ورحلت إليه الطلبة من النواحي، وكان معيدًا لابن الجوزي في المدرسة، وكان يفتي في تسعة علوم. قال الدبيتي، ونعم الشيخ كان. وقال ابن النجار: قرأت عليه كثيرًا من مصنفاته، وصحبته مدة طويلة، ذَكر لي: أنه بالليل تقرأ زوجته عليه في كتب الأدب وغيرها، وذَكر لي: أنه أضر في صباه في الجدري.

وقال: جاء إليّ جماعة من الشافعية، فقالوا: انتقل إلى مذهبنا ونعطيك تدريسَ النحو واللغة بالنظامية، فأقسمت، وقلت: لو أقمتموني، وصببتم عليَّ الذهب حتى أتوارى، ما رجعت عن مذهبي. وله شعر رائق، أخذ عنه العربية

<<  <   >  >>