القولَ والعمل، فقد قرب الأجل، ولله الأمر من قبل ومن بعد. انتهى صفوة ما نقله ابن رجب من كتابه.
وللشيخ إسحق أجزاء مجموعة حديثية، وحدَّث، وسمع منه جماعة، وذكر ابن الدبيتي أنه سمع منه، وتوفي سنة ٦٣٤، أظنه بالعلث - رضي الله عنه -.
٢٤٤ - محمد بن أحمد بنِ عمرَ، القطيعيُّ، الأزجيُّ، المؤرخُ، المحدثُ.
ولد سنة ٥٤٦. أسمعه والده من أبي الوقت "صحيح البخاري"، وهو آخر من حدث عنه ببغداد كاملاً عنه سماعًا، ثم طلب هو بنفسه، وسمع من جماعة، وقرأ على الشيوخ، وكتب بخطه، ورحل، وسمع بالموصل وبدمشق وبحران، وأخذ عن ابن الجوزي، وقرأ عليه كثيرًا من مروياته. وجمع تاريخًا في نحو خمسة أسفار، ذيل به على تاريخ السمعاني، سماه. "درة الإكليل في تتمة التذييل"، وفيه فوائد جمة مع أوهام وأغلاط، وقد بالغ ابن النجار في الحط على تاريخه - مع أنه أخذ عنه -، ونقل منه في تاريخه أشياء كثيرة، بل نقله كله، ولما عمر المستنصر مدرسته، جعل القطيعيًّ شيخَ دار الحديث بها، وكان ابن النجار بها مفيدًا للطلبة، وهذا من جملة الأسباب التي أوجبت تحاملَه عليه، وقد وصفه غير واحد من الحفاظ وغيرهم بالحافظ، وأثنى عليه عمر بن الحاجب في "تاريخه"، وروى عنه جماعة كثيرون، منهم: الأبرقوهي، والعراقي، قال ابن رجب: قد نقلت عنه في هذا الكتاب - يعني:"طبقاته" - كثيرًا، توفي - رحمه الله تعالى - سنة ٦٣٤. وفي حديث سلمة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"من يقلْ عليَّ ما لم أقلْ، فليتبوأ مقعدَه من النار" رواه ابن رجب بسنده متصلاً عن القطيعي. ومن شعره:
أهديتُ قلبي إليكم خُذوه ... وقتلي حرامٌ فلا تقربوهُ
وها هو ذا عندَكُم واقفٌ ... يَرومُ الوِصال فلا تحرموهُ
ومنه أيضًا:
أَفي كلِّ يوم نُقْلَةٌ ورَحيل ... وشوقٌ لقلبي مزعجٌ ومزيلُ