للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الهندي، وابن الزملكاني، شرع صاحبُ الترجمة يقرىء كتاب "خلق أفعال العباد" للبخاري، قاصدًا بذلك الردَّ على المخالفين لابن تيمية، فغضب الفقهاء، وقالوا: نحن المقصودون بهذا، فبلغ ذلك القاضي الشافعيَّ يومئذ، فأمر بسجنه، فتوجه ابن تيمية، وأخرجه من السجن بيده، فغضب النائب، فأُعيد، ثم أُفرج عنه، فأمر النائب أن ينادى: بأن من تكلم في العقائد، يقتل. ومن مصنفاته: "تهذيب الكمال"، اشتُهر في زمانه، وحدَّث به خمس مرات، وكتاب "الأطراف (١) "، وهو كتاب مفيد جدًا.

ولم يكن مع توسعه في معرفة الرجال يستحضر تراجم غير المحدِّثين، لا من الملوك، ولا من الوزراء والقضاة والأدباء. قال الذهبي: كان خاتمة الحفاظ، وناقد الأسانيد والألفاظ، وهو صاحب معضلاتنا، ومرجع مشكلاتنا، وقال: فيه حياء وكرم وسكينة، واحتمال وقناعة، وانجماعٌ عن الناس، مات سنة ٧٤٤، وفي "الروضة الغناء": سنة ٧٤٢، انتهى.

٥٠٧ - يوسف بن شاهين الجَمالُ بنُ الأمير أحمدَ العلائي قطلوبغا، الكركيُّ، الحنفيُّ، ثم الشافعيُّ، سِبْط الحافِظ ابنِ حجر.

ولد سنة ٨٢٨، سمع على جده - أبي أمه - كثيرًا، وعلى ابن القطان، وجماعة آخرين، وقرأ في الفنون على المحلي، والرشيدي، ودار على الشيوخ، وكتب الأجزاء، وصنف مصنفات، منها: "رونق الألفاظ لمعجم الحفاظ"، و"المنتخب بشرح المنتخب" في علوم الحديث، و"منحة الكرام بشرح بلوغ المرام"، وقد طار ذكرُه في الآفاق، وتناقلت مؤلفاته الرفاق. وأما السخاوي في


(١) وأصل اسمه: "تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف"، في ثماني مجلدات، والكتاب المذكور لم يطبع بعد. وشقيقنا الشيخ عبد الصمد شرف الدين - حفظه الله - بذل جهوده في العثور على تحصيل هذا السفر الجليل، وفعلاً عثر على بعض أجزائه، منها: خطية، والآخر في صورة ميكرو فلم. وشرع في العمل مرتبًا نسخة صحيحة صالحة، يذيلها بكتاب "النكت الظراف على الأطراف" لابن حجر العسقلاني، وسيشرع في طبعه عن قريب. والأمل أن يكمل طبع المجلد الأول منه في السنة المقبلة؛ أي ١٩٦٤ م - إن شاء الله - وبالله التوفيق.

<<  <   >  >>