للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"الضوء اللامع"، فجرى على قاعدته المألوفة [في] معاصريه وأقرانه، فترجم صاحبَ الترجمة بما هو محضُ السباب والانتقاص، [و] لا سبب يوجب ذلك، بل مجرد كونه يعترض على جده ابن حجر، أو يغلط في بعض الأحوال كما هو شأن البشر، مات سنة ٨٩٩، انتهى. قلت: وعندي نسخة من "بلوغ المرام" منقولة عن نسخة الحافظ الإمام، وعليها قراءة سبطه هذا بقلمه، وقد قرأ في هذه النسخة جماعةٌ من الحفاظ على شيخ الإسلام زكريا الأنصاري، مَنَّ الله تعالى بتيسيرها عليَّ في هذا العصر الأخير، وقد صحح جماعة من أهل العلم نسخَهم عليها في شهرنا هذا ربيع الأول من شهور سنة ١٢٩٨، ولله الحمد.

٥٠٨ - يوسف بنُ محمد بنِ علاءِ الدين، المزجاجيُّ، الزبيديُّ، الحنفيُّ.

قال العلامة الشوكاني: شيخُنا المسند الحافظ، ولد تقريبًا سنة ١١١٤، أو قبلها بيسير، أو بعدها بيسير، ونشأ بزبيد، وأخذ عن علمائها، ومنهم والده، وبرع في العلوم دراية ورواية، وصار حامل لواء الإسناد في آخر أيامه، ووفد إلى صنعاء في شهر [ذي] الحجة سنة ١١٠٧، فاجتمعت به، وسمعت منه، وأجازني لفظًا بجميع ما يجوز له روايته، ثم كتب لي إجازة بعد وصوله إلى وطنه، وأرسل بها إليّ، ومن جملة ما أرويه عنه أسانيد الحافظ الشيخ إبراهيم الكردي المسماة بالأمم، وهو يرويها عن أبيه عن جده علاء الدين، عن الشيخ إبراهيم، هذه طريقة السماع، ويرويها أيضًا عن أبيه، عن الشيخ إبراهيم بالإجازة؛ لأن الشيخ إبراهيم أجاز لجد صاحب الترجمة ولأولاده، وقد أوقفني على تلك الإجازة بخط الشيخ إبراهيم، فوالدُ صاحب الترجمة ممن شملته الإجازة، لكنه أخبرني - رح -: أن الإجازة من الشيخ إبراهيم لعلاء الدين كانت قبل وجود ولده محمد ولد المترجم، فيكون العمل بها متنزلًا على الخلاف في جواز الإجازة لمن سيوجد، مات - رح - سنة ١٢١٣، انتهى.

قلت: وذكر له السيد العلامةُ عبدُ الرحمن بنُ سليمان ترجمة حسنة في "النفس اليماني"، وأثنى عليه كثيرًا، وقال: سمعت عليه "صحيح البخاري" من أوله إلى آخره، قال: وكان منزله مجمَعًا للفضلاء على اختلاف المذاهب،

<<  <   >  >>