أصله من بوسنه، ولد بها، ونشأ متعبدًا، ثم طاف البلاد، ولقي الأولياء الأمجاد.
وجد واجتهد، وصار له في كل بلد اسم يعرف به، فاسمه في بلاد الروم "علي" وفي مكة "حسن" وفي المدينة "محمد" وفي مصر "إبراهيم" وأقام بالحرمين مدة، ثم قدم مصر، فأقام بها، وكان في أكثر أوقاته يأوي إلى المقابر، وقد نعت بالأستاذ الكبير. وكانت وفاته في سنة ١٠٢٦، كذا في "آثار الأدهار".
٤٣٠ - إبراهيم اللقاني، المالكيُّ.
أحد الأعلام المشار إليهم بسعة الاطلاع في علم الحديث، والتبحر في الكلام، وكان إليه المرجع في المشكلات والفتاوى في وقته بالقاهرة، وكان قوي النفس، عظيم الهيبة، مقبول الشفاعة، جامعًا بين الشريعة والحقيقة، ألف التآليف النافعة، منها:"جوهرة التوحيد" - منظومة في علم العقائد، أخذ عنه كثير من الأجلاء، وله شعر جيد في الابتهال لعزته تعالى، توفي وهو راجع من الحج سنة ١٠٤١.
له حاشية على "شرح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر"، وهو متن متين في علم الحديث، هكذا في "الآثار"، وكان ينكر على أهل المواليد عقدهم مجلس الميلاد، ويجتنب الدخان، وألف في ذلك رسالة سماها:"نصيحة الإخوان في اجتناب الدخان".
والراجحُ أن شربَ الدخان مباح على البراءة الأصلية، وكون الأصل في الأشياء الإباحة حتى يأتي الدليل بكراهيته، ولا دليل (١) في هذا الباب، والله أعلم بالصواب.
(١) التبغ من العقاقير المضرة، وتدخينه يؤثر على صحة الإنسان تأثيرًا سميًا. وأجمع أطباء العصر على أنه ينشأ من استعماله السرطان الرئوي، ويسبب أيضًا أمراضًا مختلفة، منها: الفالج، واللقوة، والشلل، والسل، وضيق النفس، والسعال، وسوء الهضم، وضعف البصر، وفساد الأسنان، ولا حاجة إلى الإكثار من ذكر مضراته، فليجتنبه كل من أراد المحافظة على صحته وصلاح ذهنه وسلامة جسمه.