للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا الاختلاف دائر بين أهل العلم في جميع الأزمنة، ومال علماء الروم إلى ترجيح جانب الشريف، وافتخر الناس بأخذ العلوم منه. توفي - رح - سنة ٨١٤، أو سنة ٨١٦ في شيراز.

٤٥٢ - فرج (١) بن برقوق الجركسي، الملقب بناصر.

ولد سنة ٧٥١. قال في "البدر الطالع": وكان سلطانًا مهيبًا، فارسًا كريمًا، فتاكًا ظالمًا جبارًا، منهمكًا على الخمر واللذات، طامعًا في أموال الناس، والعجب أن هذا السلطان المشتمل على هذه الأوصاف، هو المحدث للمقامات في بيت الله الحرام، التي كانت سببًا لتفريق الجماعات، واختلاف القلوب، والتباين الكلي في أشرف بقاع الأرض، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وليس العجب من صاحب الترجمة، فإنها إحدى مساويه وجهالاته.

ولكن العجب من تقرير مَنْ بعده لذلك، وسكوت العلماء إلى الآن، وقد ذكر قطب الدين الحنفي في الأعلام ما يدل على أنه أنكر هذه الجماعات علماءُ ذلك العصر، فقال في ترجمة السلطان سليم خان - سلطان الروم - ما لفظه: أن تعدد الجماعات في مسجد واحد لاستقلال كل مذهب بإمام، ما أجازه كثير من العلماء، وأنكروه غاية الإنكار في ذلك العهد، ولهم في ذلك العصر رسالات متعددة بأيدي الناس إلى الآن، وإن علماء مصر أفتوا بعدم جواز ذلك، وخطؤوا من قال بجواز ذلك، انتهى.


(١) الملك الناصر فرج، يُكْنى بأبي السعادات (٧٤٩ - ٨١٥ هـ ١٣٤٨ - ١٤١٢ م) ابن الملك الظاهر برقوق سلطان مصر، وهو من المماليك البرجيين، اعتلى العرش مرتين (٨٠٢ - ٨٠٨ هـ ١٣٩٩ - ١٤٠٥ م) و (١٤٠٥ - ١٤١٢)، ومات قتيلاً. وهو الذي أحدث تعدد الجماعات المعروفة بالأربع المقامات في المسجد الحرام، وأنكر ذلك العلماء الأعلام؛ حيث إنه لم يوجد نص يقتضي جواز ذلك، وهذا مما يدعو إلى التعصب والتفرقة بين الملة الإسلامية. ولم يتمكن أحد من الملوك السابقين من إزالة ذلك ما عدا الحكومة السعودية، وبذلك قضت على التعصب الموجود سابقًا، وفي الوقت الحاضر ملك الحجاز ونجد وملحقاتها هو صاحب الجلالة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود (١٣٨٢ هـ - ١٩٦٣ م).

<<  <   >  >>