سمعَتْ من أبي محمد إسمعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر النيسابوري القاري، وأبي القاسم، زاهر، وأبي بكر، وجيه ابني طاهر الشحاميين، وأبي المظفر، عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، وأبي الفتوح، عبد الوهاب بن شاه الشاذياخي، وغيرهم، وأجاز لها الحافظُ أَبو الحسن، عبدُ الغافر بنُ إسمعيل بن عبد الغافر الفارسي، والعلامة أَبو القاسم، محمودُ بنُ عمرَ الزمخشريُّ صاحب "الكشاف"، وغيرُهما من السادات الحفاظ.
قال ابن خلكان: ولنا منها إجازةٌ كتبتها في بعض شهور سنة عشر وست مئة، ومولدي يوم الخميس بعد صلوة العصر حادي عشر شهر ربيع الآخر سنة ثمان وستمئة بمدينة أربل، بمدرسة سلطانها الملك المعظم مظفر الدين - رحمه الله -.
ومولد زينب المذكورة، سنة أربع وعشرين وخمس مئة بنيسابور، وتوفيت سنة خمس عشرة وست مئة في جمادى الآخرة بمدينة نيسابور - رحمها الله تعالى -.
٢٦ - أَبو بكر، سالم بن عياش بن سالم، الخياط، الأسديُّ، الكوفيُّ.
كان من أرباب الحديث، والعلماء المشاهير، وهو أحد راوي القراءات عن عاصم، وهو مولى واصل بن حيان الأحدب، ذكر أَبو العباس المبرِّدُ في "الكامل"، قال: قال أَبو بكر بن عياش: أصابتني مصيبة آلمتني، فذكرت قولَ ذي الرُّمَّة:
لَعَلَّ انحدارَ الدمع يُعْقِبُ راحةً ... من الوَجْدِ، أو يَشفي نَجِيَّ البِلابلِ
فخلوت بنفسي، وبكيت، فاسترحت، وله أخبار وحكايات كثيرة.
وقيل: اسمه كنيته، وقيل: شعبة، والله أعلم، وروي عنه: أنه قال: لما كنت شاباً، وأصابتني مصيبة، تجلدت لها، ودفعت البكاء بالصبر، فكان ذلك يؤذيني ويؤلمني، حتى رأيت أعرابيًا بالكناسة، وهو واقف على نجيب له ينشد شعرًا:
خليليَّ عُوجا من صُدورِ الرواحل ... بمهجورِ حَزْوَى فابْكِيا في المنازِلِ
لعلَّ انحدارَ الدمعِ يُعقبُ راحةً ... من الوجدِ، أو يشفي نَجِىَّ البلابِلِ