وكان قد رأى الشيخ ابن تيمية بدمشق، واجتمع معه، وبالجملة: فقد كان من محاسن زمانه، توفي سنة ٧٣٩. قال ابن رجب: له شعر، أكثر هجو الرافعي وغيره، حتى قال في نفسه:
تلامذةُ المرتب كلُّ فَدْمٍ ... بعيدِ الذهنِ لا فضلٌ لَدَيْهِ
لقد صدقَ الذي قد قالَ قِدْمًا ... شبَيهُ الشيءِ مُنْجَذِبٌ إليهِ
٣٠٤ - عُبادة بن عبد الغني بن منصورٍ، الحرانيُّ.
ولد سنة ٦٧١، وسمع من جماعة وطلب الحديث، وتفقه على شيخ الإسلام ابن تيمية. قال الذهبي: تقدم في الفقه، وناظر وتميز عنده "صحيح مسلم" عن القاسم الأربلي يسع الجماعة بالخدمة والإفضال والحلم، خرَّجت له جزءًا، وحدث بصحيح مسلم، انتهى. توفي سنة ٧٠٥. سمع منه جماعة، رح.
٣٠٥ - حسين بن بدران بنِ داودَ، الباصريُّ، الفقيهُ، المحدثُ، النحويُّ.
ولد سنة ٧١٢. قال ابن رجب: سمع الحديث متأخرًا من جماعة من شيوخنا وغيرهم، وعُني بالحديث، وقرأ بنفسه، وكتب بخطه الكثير، وبرع في الأدب والعربية ونظم الشعر الحسن؛ وصنف في علوم الحديث وغيرها، واختصر "الإكمال" لابن ماكولا، وعلقته في حياته، وقرأت عليه بعضه، وسمعتُ بقراءته "صحيح البخاري"، وولي إفادة المحدثين بدار الحديث المستنصرية، فكان يقرأ بها علوم الحديث وغيرها، وحضرت له مجالسه كثيرًا؛ وكان له مشاركة حسنة في علوم الحديث والتواريخ، مع براعة في الأدب والصيانة والديانة، توفي مطعونًا شهيدًا في سنة ٧٤٩ - رحمه الله تعالى -.
٣٠٦ - عمر بن علي بن موسى الأزجيُّ البزاز، الفقيهُ، المحدثُ، سراجُ الدين أبو حفص.
ولد سنة ٦٨٨ تقريبًا. سمع من جماعة، وعني بالحديث، وقرأ الكثير، ورحل إلى دمشق، فقرأ بها "صحيح البخاري"، وحضر قراءته الشيخ ابن تيمية وخلقٌ كثير؛ وجالس الشيخ تقي الدين، وأخذ عنه؛ وكان حسنَ القراءة للقرآن