للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن محاسنه التي جعلها السخاوي من جملة عيوبه: ما نقله عنه: أنه قال في وصف نفسه: إنه لا يخرج نفسه عن الكتاب والسنة، بل هو منطبع بطباع الصحابة، وهذه منقبة شريفة، ومرتبة منيفة - رحمهم الله جميعًا، ورحمنا -، انتهى.

٣٨١ - السيد أحمد الفهدي المعروف بالزنمة، الشاعرُ المشهور.

نشأ بصنعاء، قال في "البدر الطالع": وحكم الخفاجي له بالسبق، فحسدوه، وتعصبوا عليه، ففارق مكة، وعاد إلى حضرة المهدي - صاحب المواهب -، ومدحه بغرر القصائد، ونال منه دنيا عريضة، ومن قصائده الفائقة التي مطلعها:

أَفي أوجِ المواهبِ أصفهانُ .... أم التختُ الرفيعُ وشاهجهانُ

توفي في سنة ١١١٩.

٣٨٢ - قال في "البدر الطالع" في ترجمة أحمد بن إسماعيل الكورانيِّ عالمِ بلادِ الروم:

قال السخاوي: وظهر لما ترفع حاله ما كان كامنًا عليه من اعتقاد نفسه الذي جر إليه الطيش والخفة، ولم يلبث أن وقع بينه وبين حميد الدين النعماني - المنسوب إلى أبي حنيفة - رحمه الله -، والمحكي أنه من ذريته - مباحث، فسطا فيها عليه، وتشاتما بحيث تعدى هذا إلى آبائه، ووصل علمُ ذلك إلى السلطان، فأمر بالقبض عليه، وبسجنه بالبرج، ثم ادعى عليه عند قاضي الحنفية ابن الديري، وأقيمت البينة بالشتم، وبكون المشتوم من ذرية الإمام أبي حنيفة، فَعَزَّرَهُ بحضرة السلطان نحو ثمانين ضربة، وأمر بنفيه، وأُخرج عن تدريس الفقه بالبرقونية، فاستقر في الجلال المَحَلَّي، انتهى.

قلت: وقد لطف الله بالمترجَم له بمرافعته إلى حاكم حنفي، فلو رُفع إلى مالكي، لحكم بضرب عنقه، وقبح الله هذه المجازفات، والاستحلال للدماء والأعراض بمجرد أشياء لم يوجب الله فيها إراقةَ دم، ولا هتكَ عرض، فإن ضربَ هذا العالم الكبير، ثم نفيَه وتمزيقَ عرضه، والوضعَ من شأنه بمجرد كونه

<<  <   >  >>