للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥٣٠ - السيدُ، العلامةُ، الطاهرُ بنُ محمد الأنباريُّ.

كان فاضلًا نبيهًا، وعالمًا متبعًا فقيهًا، لازم السيد سليمان الأهدل، وقرأ عليه تفسير البيضاوي والبغوي، وحصل له فتوح عظيم في سائر العلوم، وخرج من تحته عدة علماء محققين، ومن كلامه: اللبيبُ مَنْ إذا سبقه الناس بالعلم سبقهم بالعمل، وإذا سبقوه بالعمل، سبقهم بالإخلاص لله - عز وجل -، إذا سبقوه بالإخلاص، سبقهم بالثبات على ذلك إلى الممات، وكمال الإنسان في ثلاثة أمور: علوم يعرفها، وأعمال يعمل بها، وأحوال تترتب على علومه وأعماله:

العلمُ ليسَ بكافٍ رَبَّهُ شرفًا ... إن لم يكنْ عملٌ ما فيه تلبيسُ

لو كانَ بالعلم من دون التُّقَى شرفٌ ... لكانَ أفضلَ خلقِ الله إبليسُ

٥٣١ - الحافظ، المحدث، المسند، الرُّحَلة، وجيهُ الإسلام، عبد القادر بن خليل كدك، خطيبُ المدينة المشرفة.

قال في "النفس اليماني": وفد شيخنا عبد القادر إلى مدينة زبيد ناشرًا فيها علوم الإسناد إلى خير العباد - صلى الله عليه وسلم -، وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين، وآل كلٍّ، وسائر الصالحين، وسلم، بعد أن جال البلاد شرقًا وغربًا، ولقي من المشايخ المسندين الأعلام عالمًا كثيرًا، وألف في ذلك كتابه المسمى بـ "المطرب المعرب الجامع لأهل المشرق والمغرب"، قال في خطبته: وقد ارتحل لطلب الإسناد جمعٌ من السلف والخلف، رحل جابرُ بن عبد الله إلى مصر لأجل حديث واحد، وكذلك ارتحل أحمد بن حنبل، وغيرُهما، وكنت منذ كنت ولم أزل لي غايةُ الأمنية، في اتباع هذه السنة السنية، والعمل بها، والعمل بالنية ... إلى أن قال: ارتحلتُ إلى كذا وكذا، ونلتُ ما نلتُ من ذلك إلى آخر كلامه. واستجاز لي منه شيخنا الوالد إجازة شاملة كاملة، كما أجازه مشايخه الذين ذكرهم في "ثبته"، وكتب بذلك إجازة مطولة بخطه الشريف، هذا، ولما وفد إلى مدينة زبيد، تلقاه علماؤها وأعيانها بالإعزاز والإجلال، وازدحم عليه الأفاضل لأخذ الإجازة منه، وهو الذي استجاز شيخَنا الوالد ولجماعة من زبيد من مسنِدِ الشام الحافظ الكبير محمد بن سالم السفاريني محتدًا، الحنبلي مذهبًا، الأثري معتقدًا، القادري

<<  <   >  >>