للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بكوكبان، قد حمل خافقة لواء الآداب، وسلم له السبق أبناءُ هذا الشأن، وله في العلم باع وساع واطلاع أي اطلاع، وله تقريظ لشرحي على "المنتقى" في غاية الحسن والجودة.

مات فجاءة في شهر محرم سنة ١٢١٦، انتهى - رحمه الله تعالى -.

٤٥٦ - لطف الباري بنُ أحمدَ، خطيبُ صنعاء.

تلمذ على العلامة قاسم الكبسي، وأحمد القاطن، قال في "البدر الطالع": برع في جميع العلوم لا سيما علم الحديث والتفسير، فإنه فيهما من المبرزين، ولا ينطق لسانه إلا بذكر الله، أو بالموعظة والتذكير، أو بإملاء أو تفسير كتاب الله، وأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ولوعظه في القلوب وَقْع، ولكلامه في النفوس تأثير، مع فصاحة زائدة، وحسن سَمْت، ورجاحة عقل، وجمال هيئة، وله أتمُ عناية، وأكملُ رغبة بالعمل بما جاءت السنة، والمشي على نمط السلف الصالح، وعدم التقيد بالرأي، وأنا سمعت مجالس تفسيرهَ للقرآن، ومواقفَ إملائِه للحديث، ولكن كان ذلك حضورًا فقط، انتهى.

٤٥٧ - محمد بن أحمد بنِ سعدٍ، السوديُّ، الصنعانيُّ.

ولد سنة ١١٧٨. قال في "البدر الطالع": حفظ القرآن، ثم لازمني منذ ابتداء

طلبه إلى انتهائه، وهو الآن يقرأ عليّ في شرحي للمنتقى، وفي مؤلفي المسمى

بالدرر، وشرحه المسمى بالدراري، وغير ذلك من مصنفاتي، وقد برعَ في جميع

الفنون، وفاقَ الأقران، ودرَّس الطلبة بالجامع المقدس، وهو الآن من أعيان

علماء صنعاء، ومن أعظم المفيدين للطلبة، وله عمل بما يرجحه من الأدلة،

وطرح للتقليد، ومحبة للحق، والقياد للصواب، وقوة عارضة، وقدرة على المناظرة، وحسن تطبيق للأدلة على القواعد الأصولية، مع علو همة، وشهامة نفس، وتعفف وقنوع وانجماع، لا سيما عن بني الدنيا، وله أشعار فائقة، وقد صار الآن قاضيًا من قضاة صنعاء، وللناس إليه رغوب، ثم مات - رحمه الله - في سنة ١٢٣٦ الهجرية، وتأسف عليه الناس؛ لانتفاع الطلبة به، وانتفاع العامة بقضائه.

<<  <   >  >>