للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خليل إلى تهامة اليمن التي كانت بيد الشريف حمود، وكان خروجهم بعد موته وقيام ولدِه أحمد بالأمر مع معاضدة الشريف حسن بن خالد الحازمي للشريف أحمد، فاستولت الجند الرومية على ما كان بيد الشريف أحمد بن حمود، واستلم إلى أيديهم، وأدخلوا إلى حضرة السلطان (١)، وكان هذا في سنة ١٢٣٤، وأما الشريف حسن بن خالد الحازمي، ففر بمن معه إلى بلاد عسير، وتحصَّن بمكان يقال له: المناظر، فخرجت عليه الجنود الرومية، ووقع بينهم حروب، آخرها قُتل فيها الشريف حسن بن خالد، والأمر لله سبحانه، انتهى.

٣٦٧ - الشريف حمود بنُ محمد، الحسنيُّ، صاحبُ أبي عريش.

قال في "البدر الطالع": ولد بعد سنة ١١٦٠ تقريبًا، ثم استقل بولاية أبي عريش، وسائر الولاية الراجعة إلى أبي عريش؛ كصبيا، وضمد، والمخلاف السليماني، وكان متوليًا، لذلك من طريق مولانا الإمام المنصور - رحمه الله -، ثم حدث ما حدث من قيام صاحب نجد، واستيلائه على البلاد التي بينه وبين بلاد أبي عريش، فأمر عبد الوهاب بن عامر العسيري - المعروف بأبي نقطة - بأن يتقدم في جيشه على بلاد الشريف حمود، فتقدم في نحو عشرين ألفًا، والشريف حمود استقر في أبي عريش؛ لقلة جيشه، فتقدم عليه أبو نقطة إلى أبي عريش، فدخلها في شهر رمضان سنة ١٢١٧، وقُتل من الفريقين فوق الألف، ثم استسلم الشريف حمود، ودخل في الدعوة النجدية.

ثم خرج على البلاد الأمامية، فاستولى على بندر اللحية، وعلى بندر الحديدة، وعلى زبيد، وما يرجع إلى هذه الولايات، واختط مدينة الزهراء، وصار ملكًا مستقلاً، ثم أفسد ما بينه وبين النجدي، فأمر أبا نقطة المذكور أن يغزوه فغزاه، والتقيا بأطراف البلاد، فقُتل أبو نقطة، وانهزم جيش الشريف حمود، وقتل منهم نحو ألفين، وكان جيشه من يام، وبكيل، وقبائل تهامة زهاء سبعة عشر ألفًا.


(١) لما أخذوه إلى إستانبول، طافوا به البلدة، ثم قتلوه، وقتلوا من معه سنة ١٨١٧.

<<  <   >  >>