للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بها جِيدَ محبكم العاطلَ، الداعي لكم على الدوام، وإنه عنكم ليس بغافل، نؤمل أن كتابنا المزبور قد تشرف بتقبيل الأنامل الكريمة، وبهذا الكتاب نبين للحضرة البهية: أنا إلى حال التاريخ لم نبرح القسطنطينية، وقد منَّ الله عليّ ببعض مؤلفاتكم الشريفة المطبوعة بالجوائب، بالأحرف الدونمية، "لقطة العجلان"، و"حصول المأمول من علم الأصول"، و"خبيئة الأكوان" مع "التفسير الشريف"، فكانت تلك سميري في الخلوات، لأتسلى بها حتى استكمل جميع ما التمسناه منكم من المؤلفات، وإني أرجو الله تعالى أن يمنَّ بها علينا قبل الممات.

وقد تشوش فكري من سماحتكم بطبع هذا التفسير الجليل بالمطبعة الحجرية في قرطاس ضعيف لا يليق بجلالة هذا التفسير العظيم، فهلا أمرتم بطبعه بمطبعة مصر القاهرة، في قرطاسها الذي هو حرز لدواوين الإسلام؛ فإن هذا التفسير جدير لعلماء القرآن والسنة أن يكتبوه بماء الذهب، فكيف بماء مركب، أم كيف مقداره العالي ينحط إلى هذا المنزل عن غيره من هذيان الأوائل والتوالي، وإني لست أمقت المطبعة البهوبالية المحمية، ولكن أمقت القرطاسَ والحجر، في جانب الأحرف الدونمية، التي قد رأى حضرتكم طبعها، فلأجل رغبتي في تخليد هذا التفسير تأسفت، إذ لم يطبع بالأحرف في كاغذ يليق به، سواء كان في بهوبال، أو غيره من البلاد، لأجل أن النسخ بالقلم بمناسبة قصور همم الطالبين الآن فيه صعوبة على البطالين، ولأجل مجاراة هممنا القاصرة نرغب للطبع لأجل سرعة إبرازه وحصول المقصود به سريعًا، فالمأمول ألا تؤاخذونا بإساءة الأدب مع حضرتكم بهذا الخطاب، وما هو إلا من المحبة الراسخة لكم لله، وفي الله، وسوف ينفع الله بكم وبمؤلفاتكم، وإني لأرجو الله أن يقر العين منا ومنكم بإعلاء كلمته، وكبت أعدائه أينما كانوا.

وهنا مسألة نعرض لحضرتكم الكريمة، وهي: أن الناس في آخر هذا القرن، كما قد تعلمون علاوة على ما قد علمتم، مصر والشام والعراق والحجاز والقسطنطينية وما والاها من البلاد، أظن جُلُّ أحوال أهل هذه البلدان ليست خافية عنكم، أن معتقدهم الذي هم الآن عليه مضادٌّ لما نحن وأنتم عليه، ويوجد

<<  <   >  >>