قلت: كأنه يشير إلى ما أخرجه الخطيب [٩/ ٣٧٠] من طريق أبي هفان الشاعر واسمه عبد اللَّه بن أحمد بن حرب:
ثنا الأصمعي عن ابن عون عن محمد عن أبي هريرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"امرؤ القيس قائد الشعراء إلى النار" وأبو هفان الشاعر ذكره الحافظ في اللسان ولم يذكر فيه جرحًا، إلا أنه قال: كان كبير المحل في الأدب، لكنه أتى عن الأصمعي بخبر باطل، قال: حدثنا الأصمعي، فذكر هذا الحديث، وهو عجيب من الحافظ، فإنه لم يذكر في الرجل جرحًا إلا روايته لهذا الحديث عن الأصمعي، ولا نكارة في الحديث ولا غرابة في روايته عن الأصمعي حتى يجعل دليل على جرح الرجل ويحكم ببطلانه، وقد ورد الحديث عن غير أبي هريرة من حديث الصلصال بن الدلهمس وعُفيف الكندي.
فحديث الصلصال رواه ابن حبان في الضعفاء:[٢/ ٣١٠]
ثنا علي بن سعيد العسكري ثنا محمد بن الضو بن الصلصال عن أبيه عن جده الصلصال قال: سمعت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول:"امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار يوم القيامة".
وقال ابن حبان: محمد بن الضو روى عن أبيه المناكير، لا يجوز الاحتجاج به.
وحدبث عُفيف الكندي رواه البغوي والطبراني [١٨/ ٩٩ - ١٠٠] وأبو زرعة أحمد بن الحسين الرازي في كتاب الشعراء، وابن عساكر في التاريخ من طريق هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن سعيد بن فروة، وفي رواية أبي زرعة وابن عساكر [٣/ ١١١] فروة بن سعيد بن عفيف بن معدي كرب عن أبيه عن جده قال: "بينا نحن عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذ أقبل إليه وفد من اليمن فقالوا: يا رسول اللَّه لقد أحيانا اللَّه ببيتين من شعر امرئ القيس"، فذكر قصة مع راكب أرشدهم إلى الماء وفيه: فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ذاك رجل مذكور في الدنيا