قلت: أخطأ الشارح في تعليله الحديث بأحمد بن كامل من وجوه، الأول: أنه ليس بضعيف، بل كان إمامًا حافظًا متفننًا، وإنما لينه الدارقطني لأنه كان يعتمد على حفظه فيقع منه بعض الوهم، ومن كان كذلك لا يعل به مثل هذا الحديث.
الثاني: أن الحديث رواه أبو إسماعيل الترمذي الحافظ في مصنفاته، كما عزاه له ابن كثير في التفسير عند قوله تعالى:{فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}[آل عمران: ١٥٩].
وأحمد بن كامل رواه عن أبي إسماعيل الترمذي، وعن أحمد بن كامل رواه ابن مردويه، الذي خرجه الديلمي من طريقه، فلم يبق لذكر أحمد بن كامل معنى، والحديث موجود في كتاب شيخه.
الثالث: أن الحديث يعلل بمن هو الأضعف في الإسناد، وقد ذكر فيه بشر بن عبيد المتهم بالكذب.
الرابع: أنه نقل عن الحفاظ أئمة الجرح والتعديل أنهم ذكروا الحديث في ترجمة بشر بن عبيد الدارسي، فكيف يذكر بعد ذلك أحمد بن كامل؟ فإنه لقول لا فائدة فيه حتى لو كان ضعيفًا.
والحديث لو انفرد به بشر بن عبيد الدارسي لحكمنا بوضعه، ولكنه ورد من حديث علي عليه السلام من وجهين، قال الطوسى في أماليه:
أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: ثنا أبو صالح محمد بن صالح بن فيض العجلي الساوي حدثني أبي قال: حدثني عبد العظيم بن عبد اللَّه الخشني قال: حدثنا محمد بن علي الرضا عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال:
قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بإقامة الفرائض".
وقال أيضًا: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الفضل بن محمد بن