قال الشارح: قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ورده الذهبي.
قلت: هذا اختصار ممقوت؛ إذ يفيد بادئ ذي بدء أن الذهبي رد الحكم بصحته وليس كذلك، فقد نقل الشارح نفسه في الكبير عبارته، فقال: وتعقبه الذهبي بأنه لم يخرج لأبي ربيعة وهو صدوق اهـ.
فالذهبي لم ينازع في صحة الحديث، وإنما في كونه على شرط مسلم، وهذا لو ذكر بتمامه لما كان في ذكره فائدة، لأنه أمر فني لا يعرفه إلا البزل (١) من أهل الشأن، فكيف بذكره مقصوصًا موهمًا لغير المراد.
والحديث أخرجه أيضًا جماعة منهم البخاري في الكني قال [ص ٣١، رقم: ٢٧١]:
حدثنا محمد بن الطفيل ثنا شريك عن أبي ربيعة الإيادي عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن اللَّه أمرني بحب أربعة من أصحابي. فقلنا: يا رسول اللَّه من هم، فكلنا نحب أن نكون منهم؟ فقال: إن عليًا منهم، ثم سكت ساعة، ثم قال: إن عليًا منهم، وسلمان الفارسى، وأبا ذر، والمقداد بن الأسود الكندي".
قال (ش) في الكبير: فيه أحمد بن كامل أورده الذهبي في الضعفاء، وقال الدارقطني: كان متساهلًا، وبشر بن عبيد الدارسي قال الذهبي: ضعيف جدًا كذبه الأزدي، وقال ابن عدي: منكر الحديث، ثم ساق من مناكيره هذا الخبر.