قلت: الشارح جاهل بفن الحديث ولابد، فإنه قال في الكبير: فيه عند البيهقي عبد الرحمن بن عبد الحميد، قال الذهبي في الضعفاء [٢/ ٣٨٣، رقم ٣٥٩٦]: قال ابن يونس: أحاديثه مضطربة، ويحيى بن أيوب فإن كان الغافقي فقد قال النسائي وغيره: غير قوي أو البجلي فضعفه ابن معين انتهى.
فقوله في الصغير: فيه اضطراب أخذه مما حكاه في الكبير عن ابن يونس أنه قال في عبد الرحمن: أحاديثه مضطربة، ولا يخفى ما بينهما من البعد، فمعنى قوله: في الحديث اضطراب أنه روى من طريق جماعة عن راو اضطرب فيه، فبعضهم قال: عنه عن زبد، وبعضهم قال: عنه عن عمرو، وبعضهم قال: عنه عن بكر مثلًا، وهكذا.
وهذا الحديث لم يقع فيه ذلك، بل رواه البيهقي وابن عساكر، وأبو نعيم في الحلية [٣/ ٩٥]، والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح:
ثنا خالي أبو رجاء عبد الرحمن بن عبد الحميد قال: حدثني يحيى بن أيوب عن داود بن أبي هند عن أنس عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
لم يختلف أحد من رواته في هذا الإسناد.
وأما قول ابن يونس أحاديثه مضطربة فبمعنى أن الراوي غير حافظ ولا ضابط، بل قد يقع في حديثه اضطراب واختلاف، ولا يلزم أن يكون كل أحاديثه كذلك، بل إن وقف على اضطراب فيه علم أن ذلك منه لعدم ضبطه وإلا فلا يحكم عليه بالاضطراب، على أن قول ابن يونس هذا ليس على اطلاقه، فإنه