قال في تاريخ مصر: كان من أفاضل أهل مصر، وكان قد عمى فكان يحدث حفظًا، فأحاديثه مضطربة أي لأجل عماه وتحديثه من حفظه، ومع هذا فهو معارض بقول أبي داود ثقة حدث عنه ابن وهب، وقال أبو عمرو الكندي: كان من أفضل أهل مصر، ولذلك احتج به أبو داود والنسائي.
ثم إن قول الشارح: ويحيى بن أيوب فإن كان الغافقي فقال النسائي: غير قوي أو البجلي: فضعفه ابن معين، خطأ على كلا الاحتمالين فما هو الغافقي ولا البجلي، ولكنه يحيى بن أيوب المقابري أبو زكريا البغدادي العابد الثقة من رجال مسلم، لأن عبد الرحمن بن عبد الحميد معروف بالرواية عنه ومذكور في جملة شيوخه.
قال في الكبير: في طريق الطبراني المسعودي وقد اختلط، وبقية رجاله رجال الصحيح ذكره الهيثمي.
قلت: خالف المسعودي الثقات في سند هذا الحديث، فقد رواه هشام الدستوائى ومسعر وهمام وسيبان وأبو معاوية وأبو عوانة، وحماد بن سلمة، والثوري وابن أبي عروبة، وصالح بن أبي الأخضر، وشعبة وأبان، وعمران بن خالد، والقاسم بن وليد، ومجاعة بن الزبير كلهم عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة، وخالفهم المسعودي فقال: عن قتادة عن زرارة عن عمران بن حصين، ومع هذه المخالفة اختلف عليه فيه أيضًا، فرواه يزيد بن هارون عنه هكذا، رواه عبد اللَّه بن داود الخريبي عنه عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام عن عائشة.