قال الشارح: وأخرجه الطبراني أيضًا في الأوسط عن ابن عمر، قال المؤلف في الأشباه: وإسناده صحيح، ومن العجب اقتصاره هنا على رواية الطبراني الضعيفة وحذفه للصحيحة.
قلت: ومن العجب وصول الغفلة بالشارح إلى هذه الدرجة القبيحة التي لم يتفطن معها لألفاظ الأحاديث ولا لشرط المصنف في ترتيبها في كتابه، فالمصنف قال في الأشباه والنظائر في الكلام على عزو الحديث: وأخرجه في الأوسط من حديث ابن عمر وعقبة بن عامر بلفظ: "وضع عن أمتي. . ." إلى آخره، وإسناد حديث ابن عمر صحيح اهـ.
فأول هذه الرواية "وضع" دون: "إن اللَّه" في أولها، وقد ذكرها المصنف فيما سيأتي في حرف الواو، وعزاها للبيهقي في السنن [٧/ ٣٥٧].
قال الشارح في الكبير: لفظ رواية هؤلاء الثلاثة من حديث أبي ذر هذا "يقول به" بدل قوله: "وقلبه"، كما قاله ابن حجر في الفتح فإطلاق عزو المؤلف لهم غير قويم.
قلت: بل عقل الشارح غير قويم وقلبه غير سليم وقلمه غير مستقيم، فلفظ: "يقول به" إنما وقعت عند أبي داود وفي رواية لأحمد [٢/ ٥٣] اهـ، وأما الرواية الأخرى لأحمد ورواية الحاكم [٣/ ٨٦] فهي: "وقلبه" كما ذكره المصنف، وهي رواية الأكثرين والصحابة المذكورين.
فلا يعتبر تلك المخالفة وينص على اختلاف الألفاظ إلا الشراح كالحافظ في الفتح، أما المصنف فلا يعتبر مثل هذا إذا كان وسط الحديث وآخره، وإنما