قال الشارح في الكبير: وفيه عثمان السماك عن أبي هارون العبدي، قال في اللسان عن العقيلي: حديثه غير محفوظ وهو مجهول بالنقل ولا يعرف إلا به، وقال الزين العراقي: رواه الدارقطني في المستجاد من رواية أبي هارون عنه وأبو هارون ضعيف، ورواه الحاكم من حديث علي وصححه اهـ. ورواه أيضًا أبو الشيخ وأبو نعيم والديلمي من حديث أبي باللفظ المزبور.
قلت: الشارح رتب الأحاديث التي ذكرها الذهبي في الميزان على حروف المعجم فاستعان بها في الكلام على أحاديث الكتاب وقد رأى في ترجمة عثمان بن سماك من اللسان [٤/ ١٤٣] قوله: قال العقيلي [٣/ ٢٠٥] بعد أن ساق له من طريق عبد الرحمن الثقفي عنه عن أبي هارون عن أبي سعيد رضي اللَّه عنه رفعه: "إن اللَّه خلق المعروف وخلق له وجوهًا" الحديث، حديثه غير محفوظ وهو مجهول بالنقل ولا يعرف إلا به اهـ.
فاغتر الشارح بكلام العقيلي وظن أن كل من خرجه إنما خرجه من طريق عثمان المذكور وليس كذلك، فإن عثمان ما وقع في سند ابن أبي الدنيا الذي عزاه إليه المصنف ولا في سند الدارقطني في "المستجاد" الذي استدركه الشارح من كلام الحافظ العراقي، بل روياه من وجهين آخرين عن أبي هارون العبدي، كما إن كلام العقيلي لا يفيد ما فهمه منه الشارح من انفراد عثمان به، بل مراد العقيلي أن عثمان بن سماك ليس له رواية إلا هذا الحديث ولا يعرف بين أهل الحديث إلا برواية هذا الحديث وحده، واسمع سند ابن أبي الدنيا والدارقطني في المستجاد.
قال ابن أبي الدنيا [ص ٢٣، رقم ٤]: ذكر أبو تمام السكوني:
ثنا أبو يحيى الثقفي عن الحارث النميري عن أبي هارون عن أبي سعيد الخدري به.
وقال الدارقطني: ثنا القاضي أبو جعفر أحمد بن إسحاق البهلول حدثني أبي