قال الشارح:"لا خلاق لهم" أي: لا أوصاف حميدة يتلبسون بها.
قلت: هذا تفسير باطل لأن الخلاق هو الحظ والنصيب، وليس هو بمعنى الوصف أصلًا، وإنما ذلك الخلق، فمعنى الحديث: إن اللَّه يؤيد الدين بأقوام لا حظ لهم فيه، وإنما يجري ذلك على يدهم كالكفار والفجار، فهو كالحديثين السابقين:
"إن اللَّه يؤيد الدين بالرجل الفاجر" و"إن اللَّه يؤيد الدين برجال ما هم من أهله"، وقد ورد هذا صريحًا في حديث الباب أيضًا، فقال الدولابي في الكني [١/ ٩٥]: أخبرني النسائي: ثنا محمد بن عوف ثنا عمر بن حفص بن غيلة الدمشقي ثنا سهل بن هاشم أبو إبراهيم ثنا بسطام عن مالك بن دينار عن الحسن عن أنس قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ليؤيدن اللَّه هذا الدين بقوم لا خلاق لهم في الآخرة" والحديث خرجه أيضًا أبو نعيم في الحلية [٢/ ٣٨٧] في ترجمة مالك بن دينار، وفي ترجمة حماد بن زيد من حديث أنس [٦/ ٢٦٢].