يعنى فلما روى هذا الحديث تبين له أنه ليس كذلك، وأنه ضعيف منكر الحديث كما قال الآخرون، وهذا من تساهل الترمذى في التحسين ولذلك لم يوافقه المصنف بل رمز لضعفه.
٣/ ٥ - "آخرُ من يُحشرُ راعيانِ من مزينة يريدان المدينةَ، ينقعانِ بغنمِهما فيجدانها وحوشًا، حتى إذا بَلغَا ثنيةَ الوداع خرّا على وجوهِهما". (ك) عن أبي هريرة
قال الشارح: في الفتن عن أبي هريرة.
قلت: لم يخرجه في الفتن ولكن في كتاب الأهوال [٤/ ٥٦٥، رقم ٨٦٩٠] من طريق الليث بن سعده عن عقيل ابن خالد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"إن آخر من يحشر راعيان" الحديث وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه اهـ. وهو واهم في ذلك؛ بل رواه البخارى [٣/ ٢٧، رقم ١٨٧٤] عن أبي اليمان أخبرنا شعيب عن الزهرى أخبرنى سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول:"تتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العواف" يريد عوافى السباع والطير، "وآخر من يحشر راعيان من مزينة يريدان المدينة" الحديث بلفظ الحاكم.
ورواه مسلم [٢/ ١٠١٠، رقم ١٣٨٩/ ٤٩٩] من طريق الليث ابن سعد التي منها أخرجه الحاكم من رواية عبد الملك بن شعيب بن الليث عن أبيه عن جده عن الزهرى به ولفظه: "يتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العوافى -يريد عوافى السباع والطير- ثم يخرج راعيان من مزينة يريدان المدينة