للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الشارح عليه فإن الذهبي أعرف الناس بالرجال بل إليه المنتهى في ذلك، وزياد بن نعيم معروف روى عنه الإفريقي وبكر بن سوادة والحارث بن يزيد الحضرمي ويزيد بن عمرو المعافري، وروى هو عن زياد بن الحارث وأبي ذر وأبي أيوب وابن عمر وحبان بن بح وغيرهم، ووثقه يعقوب بن سفيان وقال العجلي: تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات وحكى ابن يونس عن الحسن بن العداس أنه مات سنة خمسة وتسعين، فكيف يقول الذهبي عن هذا: إنه لا يعرف؟! بل ذلك من أوهام الشارح وأباطيله جزمًا إن شاء اللَّه.

ثم على سخافته المعهودة مع المصنف أيضًا نقول: ظاهر صنيعه أنه لم يره مخرجًا لغير المذكورين وإلا لاستدرك على المصنف وهو قصور عجيب، فقد خرجه أيضًا ابن سعد في الطبقات في وفد صداء، والبغوي في معجمه وأسنده من طريقه، وابن الدباغ في معالم الإيمان في ترجمة زياد بن الحارث المذكور، وابن ترثال في جزئه المشهور، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان [٣/ ٣١٥ - ٣١٦] والبيهقي في موضعين من سننه الكبرى [١/ ٣٩٩] وآخرون.

١٠٠٩/ ٢١٩٠ - "إِنَّ أَخْوفَ مَا أَخَافُ عَلَيكُم (١) الأئِمَّةُ المُضِلُّون".

(حم. طب) عن أبي الدرداء

قال الشارح: وفيه راويان مجهولان.

قلت: هذا غلط فإنه أخذه من قول الحافظ نور الدين الهيثمي كما نقله عنه في الكبير: فيه راويان لم يسميا، وهو الواقع كما سأذكره، والراوي الذي لم يسم لا يقال فيه: مجهول، وإنما يقال عنه: مبهم أو لم يسم كما قال الحافظ نور الدين؛ لأنه قد لا يكون مجهولًا إذا سمى وعرف من طريق أخرى بل قد يكون حينئذ من أشهر الناس.


(١) في المطبوع من الفيض: "إن أخوف ما أخاف على أمتي. . . " الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>