للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الثالث: أنه لم ينقل كلام الترمذي بتمامه إرادة التلبيس أيضًا؛ لأنه زعم أن مخرجيه تعقبوه بالضعف، والترمذي حكى الخلاف في الإفريقي فاقتصر هو على حكاية الضعف تأييدًا لدعواه، ونص الترمذي:

حديث زياد إنما نعرفه من حديث الإفريقي والإفريقي ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره، ورأيت محمد بن إسماعيل البخاري يقوي أمره ويقول: هو مقارب الحديث.

الرابع: أنه حرف كلام الترمذي، فإنه قال: إنما نعرفه من حديث الإفريقي والشارح نقل عنه أنه قال: إنما يعرف، وفرق كبير بين العبارتين؛ إذ لا يلزم من عدم معرفته هو عدم معرفة غيره وروده من غير طريق الإفريقي كما هو الواقع وما حكاه عنه الشارح أنه لا يعرفه من غير طريقه لا هو ولا غيره.

الخامس: وعلى فرض أن الترمذي بل وكل المخرجين المذكورين اتفقوا على تضعيفه؛ فالمصنف غير ملزم بتقليدهم بل له نظره ورأيه، فهذا لم يوافقهم عليه فلا يلزمه نقله، والإفريقي غير متفق على ضعفه بل مختلف فيه، وعلى فرض الاتفاق على ضعفه فهو برئ منه لأنه توبع عليه كما سأذكره بعده.

السادس: أن الإفريقي الذي اعتمد على تضعيف الحديث به لم ينفرد بالحديث، بل ورد من غير طريقه، فرواه الباوردي في الصحابة من طريق محمد بن عيسى بن جابر الرشيدي قال: وجدت في كتاب أبي عن عبد اللَّه بن سليمان عن عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة عن زياد بن نعيم عن زياد الصدائي.

ورواه المبارك بن فضالة عن عبد الغفار بن ميسرة عنه.

السابع: من المضحكات قوله -عقب قول الذهبي: وزياد لا يعرف-: لكن صرح ابن الأثير بأن زياد بن الحارث صحابي، فالذهبي يقول عن زياد بن نعيم: لا يعرف، وهو يستدرك عليه بزياد بن الحارث وأنه معروف.

الثامن: لم يذكر في أي مكان ذكر الذهبي هذا الكلام وما أراه إلا من أباطيل

<<  <  ج: ص:  >  >>