ثم إن الشارح كذب على المصنف أيضًا في قوله: إنه قعقع على ابن الجوزي وأرعد وأبرق، فإن المصنف ما فاه بكلمة أصلًا، فاسمع ما ذكره ابن الجوزي وما تعقبه به المصنف، أورد ابن الجوزي من طريق ابن عدي:
حدثنا عمر بن المخرم البصري ثنا ثابت الحفار عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت:"سألت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن كسب المعلمين فقال: إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب اللَّه" قال ابن الجوزي: عمر له مناكير وثابت لا يعرف، والحديث منكر.
قال المصنف: أي من هذا الطريق بهذه القصة وإلا فهو بهذا اللفظ في صحيح البخاري، ثم ذكره ولم يزد عليه حرفًا، فاعجب لهذا العداء.
١٠٠٨/ ٢١٨٩ - "إِنَّ أَخَا صُدَاء هو أَذَّنَ، وَمَنْ أَذَّنَ فهو يُقِيمُ".
(د. ت. هـ) عن زياد بن الحارث الصدائي
قال في الكبير: وقضية صنيع المصنف أن مخرجيه رووه ساكتين عليه والأمر بخلافه، بل تعقبه الترمذي بأنه إنما يعرف من حديث الإفريقي، وهو ضعيف عندهم، وقال الذهبي: رواه أبو داود من حديث الإفريقي عن زياد بن نعيم عن زياد الصدائي، والإفريقي ضعيف، وزياد لا يعرف اهـ. لكن صرح ابن الأثير بأن زياد بن الحارث صحابي معروف نزل مصر وبايع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأذن بين يديه.
قلت: في هذا أمور الأول: قوله: قضية صنيع المصنف. . . إلخ سخافته المعهودة أجبنا عنها مرارًا بما هو ظاهر لكل أحد من صنيع المصنف في كتابه، وأنه لا ينقل فيه كلام الناس على الأحاديث وبيان من فيها من الضعفاء وما فيها من العلل وإنه عوض من ذلك كله الرمز بالضاد.
الثاني: أنه أتى أول كلامه بما يوهم أن جميع المخرجين تكلموا عن الحديث ثم لم يذكر كلامًا إلا عن الترمذي [رقم ١٩٩].