قلت: لو لم يكن الحافظ المنذري حسنه لهول الشارح على المصنف بكلام الهيثمي ولو وقف على الحديث في أصل المعجم لأطال في الضجيج ولكن اللَّه سلم، فإن الحديث عند الطبراني في أوله حديث آخر غريب عجيب فاسمعه، قال الطبراني:
حدثنا جبير بن عيسى المقري المصري ثنا يحيى بن سليمان القرشي ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"إن موسي بن عمران مر برجل وهو يضطرب فقام يدعو اللَّه له أن يعافيه فقيل له: يا موسى إن الذي يصيبه ليس هو خبط من إبليس ولكن جوع نفسه لي فهو الذي ترى، إني انظر إليه كل يوم مرات، فمره ليدع لك فإن له عندي كل يوم دعوة، وقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن أهل الشبع. . . "، وذكره.
ورواه أبو نعيم في الحلية عن الطبراني ثم قال: غريب من حديث فضيل ومنصور وعكرمة، لم يروه عن فضيل إلا يحيى بن سليمان وفيه مقال.
وقال في الكبير: قال الهيثمي: فيه ليث بن أبي سليم ضعفه الأكثر.
قلت: ورد الحديث من وجه آخر، قال البخاري في الكنى:
قال أبو أسامة: ثنا أبو اليسع قال: حدثني عمرو بن مرة عن عطاء أبي حمزة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن أوثق عرى الإِسلام الحب في اللَّه والبغض في اللَّه".