ثم إِن حديث البراء في أوله قصة عن البراء قال:"كنا جلوسًا عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: أي عرى الإِسلام أوسط؟ قالوا: الصلاة، قال: حسنة وما هي بها، قالوا: الزكاة، قال: حسنة وما هي بها، قالوا: صيام رمضان، قال: حسن وما هو به، قالوا: الحج، قال: حسن وما هو به، قالوا: الجهاد، قال: حسن وما هو به، قال: إن أوسط عرى الإِسلام. . . "، وذكره بلفظ:"أوسط" كما في (٤/ ٢٨٦) من المسند.
قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أن أبا داود قد تفرد يه من بين الستة والأمر بخلافه، بل رواه الترمذي وابن ماجه.
قلت: ابن ماجه لم يروه قط بل روى عن أبي أمامة حديثًا آخر سأذكره، وأما الترمذي فروى هذا الحديث من وجه آخر بالمعنى لا باللفظ [رقم ٢٦٩٤] قال الترمذي:
حدثنا علي بن حجر ثنا قران بن تمام الأسدي عن أبي فروة الرهاوي يزيد بن سنان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة قال:"يا رسول اللَّه الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام؟ فقال: أولاهما باللَّه" هذا لفظ الترمذي وهو لا يدخل في هذا الكتاب أصلًا فضلًا عن هذا الحرف كما يعلمه الشارح.
وأما ابن ماجه فقال [أدب: ١١]:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد عن أبي أمامة قال:"أمرنا نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- أن نفشي السلام", فهذا حديث آخر ذكره صاحب الأطراف وحده ولم يضمه إلى الأول.