قلت: يريد الشارح من المصنف العاقل أن يورد حديثا أوله حرف "من" وموضعه باب الميم في حرف "إن" من باب الألف، ويدخل حرفًا في حرف، ثم لعمري متى التزم المصنف في كتابه هذا ألا يورد فيه إلا الصحيح ولا يورد الضعيف حتى يتعقب بمثل هذا التعقب؟!.
قال في الكبير: ظاهر سكوت المصنف أن مخرجه أقره والأمر بخلافه، بل أعله بالانقطاع كما نقله الحافظ العراقي وغيره وأقروه، فسكوت المصنف عنه غير صواب.
قلت: بل صواب؛ لأنه ليس من شرطه الكلام على علل الحديث وإنما فائدته العظمى التنبيه على وجود الحديث ومن خرجه، ثم على الواقف البحث والتحقيق، ولو شرع في تعليل الأحاديث لجاء الكتاب في عشرة مجلدات، ثم أعجب للشارح كلما ذكر الحافظ العراقي حلاه بالحافظ لكونه جده من قبل الأم وإذا ذكر الحافظ ابن حجر وهو أحفظ من شيخه العراقي يقول عنه: ابن حجر ولا عليه!.
والحديث ورد من وجه آخر شاهد لحديث أبي قتادة لم يتعرض له الشارح لقصوره، قال الطبراني:
حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا علي بن بحر ثنا سويد بن عبد العزيز عن النعمان بن المنذر عن مكحول عن عبد اللَّه بن عمرو عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"إن جهنم تسعر في كل يوم وتفتح أبوابها إلا يوم الجمعة، فإنها لا تسعر ولا تفتح أبوابها".