وقال ابن خزيمة: إن صح الخبر ففي القلب من عيسى بن سوادة اهـ.
ولذلك تعقب الذهبي الحاكم فقال: ليس بصحيح، أخشى أن يكون كذبا، وعيسى قال أبو حاتم: منكر الحديث اهـ.
وهذا منه غلو وإسراف، مع أن أبا حاتم قال في هذا الحديث: إنه منكر، وهو تابع في ذلك للبخاري، فإنه خرجه في الضعفاء الكبير: ثنى عبد اللَّه ثنا محمد بن حميد ثنا عيسى به، وقال: منكر الحديث.
ورواه البيهقي في السنن [٤/ ٣٣١، رقم ٨٦٤٦] من طريق بشر بن موسى الأسدي: ثنا فروة بن أبي المقراء الكندي ثنا عيسى بن سوادة به، وقال: تفرد به عيسى بن سوادة وهو مجهول.
وتعقبه المارديني بأن الحاكم خرج له في المستدرك، وذكره ابن حبان في الثقات [٧/ ٢٣٦]، وقال: روى عن عمرو بن دينار المقاطيع، روى عنه أهل مصر (١). وخفى عليه أنه لم ينفرد به كما قال البيهقي، بل ورد من غير طريقه كما سبق، وبه يرد على الذهبي ومن سبقه في الحكم على الحديث بالنكارة.
١٠٧٨/ ٢٣٨١ - "إنَّ للشَّيطَان كُحْلًا وَلَعُوقًا، فَإذَا كَحَّلَ الإِنْسَانَ من كُحْله نَامَتْ عَيْنَاهُ عن الذِّكْر، وَإِذَا لَعَّقَهُ من لَعْوقه ذَرِبَ لسَانُهُ بالشَّرِّ".
ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان (طب. هب) عن سمرة
قال في الكبير: قال الهيثمي: فيه الحكم بن عبد اللَّه القرشي وهو ضعيف اهـ. وأقول: تعصيبه الجناية برأس الحكم وحده مع وجود من هو أشد جرحًا فيه غير صواب، كيف وفيه أبو أمية الطرسوسي المختط؟، وهو كما قال الذهبي
(١) في المطبوع من الثقات: روى عنه أهل البصرة، وفي هامش الصفحة المذكورة إشارة إلى أن الموجود في نسخة المكتبة الظاهرية من كتاب الثقات هو: روى عنه أهل مصر، أما المذكور في النسخة المطبوعة فهو من مخطوطة المكتبة الآصفية. بحيدرآباد بالهند.