قلت: أخرجه أيضًا ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق [ص ٢٠ - ٢١, رقم ١٢] وابن أبي حاتم في العلل [٢/ ١٢٢]، والقضاعى في مسند الشهاب، كلهم من طريق طلق ابن السمح: ثنا يحيى بن أيوب عن حميد الطويل عن أنس "أنه مرض فعاده بعض إخوانه فقال لجاريته يا جارية: هلمى لأخواننا شيئًا ولو كسرا، فإنى سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول. . . " وذكره.
ونقل ابن أبي حاتم عن أبيه أنه قال [٢/ ١١٢]: هذا باطل وطلق مجهول اهـ.
وهذا غلو منه وإسراف فإن طلقا ما هو بمجهول، بل روى عن جماعة واحتج به النسائى، ولما نقل الذهبى كلام أبي حاتم قال: وقال غيره: محله الصدق إن شاء اللَّه اهـ.
ومع هذا فلم ينفرد به بل توبع عليه، قال ابن حبان في الضعفاء:
أخبرنا أبو عبد اللَّه النقار بالرملة ثنا سليمان بن بشار ثنا سفيان بن عيينة عن حميد الطويل به.
هكذا نقلته من الضعفاء لابن حبان: سفيان عن حميد، ونقله الذهبى في الميزان عن الضعفاء أيضًا فزاد بينهما الزهرى، وقال ابن حبان في سليمان بن بشار إنه يروى عن الثقات ما لم يحدثوا به، ويضع على الإثبات لا يحل الاحتجاج به، فإن كان كما قال فلعله سرقه، واللَّه تعالى أعلم.
وصلى اللَّه على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم كمل المجلد الخامس من المداوى لعلل المناوى بقلم كاتبه الفقير إلى اللَّه تعالى أحمد ابن الصديق عشية يوم الاثنين تاسع عشر محرم الحرام سنة تسع وستين وثلاثمائة وألف. ويتلوه إن شاء اللَّه المجلد السادس أوله:"مكارم الأخلاق عشرة"، أعان اللَّه تعالى على أكماله بمنه وفضله آمين.