قلت: وقضية صنيع الشارح أيضًا أنه لم يره مخرجًا لغير البيهقي وهو أعجب، فقد خرجه الديلمي في مسند الفردوس المرتب على الحروف، والذي هو في هذا الباب أشهر من شعب البيهقي، فإنه أسنده من طريق ابن لال قال:
حدثنا الحسن بن محمد الفسوي ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو اليمان حدثنا إسماعيل بن عياش عن أبي رواحة يزيد بن أيْهَم الحمصي عن الهيثم بن مالك عن النعمان بن بشير به مثله.
قال الشارح في الكبير: قال (ت): حسن غريب لا نعلمه مرفوعًا إلا من حديث أبي الأحوص وسندهما سند مسلم إلا عطاء بن السائب، فلم يخرج له مسلم إلا متابعة.
قلت: الشارح يأتي إلى رجال ثقات قيل فيهم كلام لا يضر فيعلل الحديث بهم، ويأتي لأناس ضعفاء فيسكت عنهم، فعطاء بن السائب ثقة ولكنه تغير وساء حفظه بأخرة، بل اختلط فصار يخلط في الحديث، فلم يبق عليه اعتماد، وقد اضطرب في هذا الحديث واختلف عليه فيه، فرواه الترمذي [رقم ٢٩٨٨] والنسائي في "الكبرى" وابن أبي الدنيا، وأبو يعلى، وابن جرير في التفسير، خمستهم قالوا:
حدثنا هناد بن السري ثنا أبو الأحوص عن عطاء بن السائب عن مرة الهمداني عن عبد اللَّه بن مسعود عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- به.