قلت: وهذا من الحاكم عجيب جدًا، فإن هذا ليس بعلة أصلًا، وأي علة في أن يذكر الرَّجل حديثًا بإسناده مرة ومرة أخرى لا ينشط لذلك فيقول: بلغني أن فلانًا قال كذا، لكنه إذا سئل: من أي طريق بلغك؟ قال: حدثني فلان عن فلان عنه؟! إن هذا لعجب، ولهذا كان الجرح الذي لا يفسر غير مقبول، فلو قال الحاكم: إنه معلول وسكت لراج أمره علينا، فالحمد للَّه على البيان.
قال في الكبير: قال (ت): حسن غريب، وقال (ك): صحيح، وأقره الذهبي لكن قال في اللسان عن العقيلي: لا أصل له من حديث مالك، ولا من وجه يثبت اهـ. وخرجه ابن عبد البر وصححه.
قلت: كأن الشارح يتكلم على حديث آخر، أما هذا الحديث فليس هو من رواية مالك، قال الترمذي [٢/ ٥٤]:
حدثنا أحمد بن منيع ثنا الحسن بن سوار ثنا الليث بن سعد عن معاوية ابن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير حدثه عن أَبيه عن كعب ابن عياض به.