ومرفوعًا وموقوفًا، واضطرب في الصحابي أهو جابر أو عائشة أو عمر؟ ورجح البخاري في التاريخ إرساله.
قلت: ليس في رواة هذا الحديث عمر ولا اختلف به على راويه، وإنما الحديث يروى عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص من وجه آخر لا يدخل في حكم الاضطراب بالنسبة لراوي حديث جابر، كما أن حديث الباب لم يختلف الرواة في رفعه ووقفه، بل ذكروه مرفوعًا، وإنما اختلفوا على محمد بن سوقة في وصله وإرساله وفي تعيين صحابيه، والذي اختلف في رفعه ووقفه هو حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص.
أما حديث الباب فرواه الحاكم في علوم الحديث، وأبو سعيد النقاش في فوائد العراقيين، والخطابي آخر العزلة، والبيهقي في كتاب الصلاة من سننه، كلهم من طريق أبي يحيى بن أبي مسرة وسماه النقاش عبد اللَّه بن أحمد بن زكريا:
حدثنا خلاد بن يحيى ثنا أبو عقيل يحيى بن المتوكل عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ولا تبغض إلى نفسك عبادة اللَّه، فإن المنبت لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى"، هذا لفظ الحديث عند جميعهم، ورواية البزار وقع فيها اختصار، قال الحاكم: هذا حديث غريب الإسناد والمتن، وكل ما روى فيه فهو من الخلاف على محمد بن سوقة.
فأما ابن المنكدر عن جابر فليس يرويه غير محمد بن سوقة وعنه أبو عقيل وعنه خلاد بن يحيى، وقال البيهقي: هكذا رواه أبو عقيل، وقد قيل: عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن عائشة، وقيل: عنه عن محمد بن المنكدر عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلًا، وقيل عنه غير ذلك.
قلت: المرسل رواه البخاري في التاريخ الكبير [١/ ١/ ١٠٢, رقم ٢٨٧] في ترجمة محمد بن سوقة فقال: قال لي إسحاق: أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا