نسى ذلك لكونه بعيدًا من دراية الفن، فحكم بحسنه هنا وذلك أن هذا الحديث له قصة وهو مشتمل على جملتين مرفوعتين تقدم إحداهما؛ ولفظ الحديث عن معاذ "أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لما أراد أن يسرح معاذًا إلى اليمن فاستشار ناسا من أصحابه فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة بن الزبير وأسيد بن حضير، فاستشارهم فقال أبو بكر: لولا أنك استشرتنا ما تكلمنا، فقال: إنى فيما لم يوح إلى كأحدكم، قال فتكلم القوم فتكلم كل إنسان برأيه فقال: ما تريد يا معاذ؟ فقلت: أرى ما قال أبو بكر، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن اللَّه يكره فوق سمائه أن يخطئ أبو بكر".
هكذا أخرجه الطبرانى في الكبير [٢٠/ ٦٧، رقم ١٢٤]:
حدثنا الحسن بن العباس الرازى وغيره قالوا: حدثنا سهل بن عثمان ثنا أبو يحيى الحمانى عن أبي العطوف عن الوضين بن عطاء عن عبادة بن نسى عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ به.
قال الحافظ الهيثمى بعد أن أورده في كتاب العلم: فيه أبو العطوف، لم أر من ترجمه [يروى] عن الوضين بن عطاء، وبقية رجاله موثقون اهـ.
وهو غريب من الحافظ المذكور، فإن أبا العطوف مترجم في الميزان، ذكره الذهبى في الكنى وقال: هو الجواح بن منهال قد ذُكر، وذُكر في الجراح ما سنذكر منه، وكذلك صرح باسمه ابن شاهين في كتاب "السنة" فقال:
حدثنا إبراهيم بن حماد بن إسحاق القاضى ثنا عبد الكريم بن الهيثم ثنا مصرف بن عمرو ثنا أبو يحيى الحمانى عن أبي العطوف جراح بن منهال عن الوضين بن عطاء به.
ولما ذكر المصنف فيما سبق الجملة الأخيرة من هذا الحديث وهى قوله:"إن اللَّه يكره فوق سمائه أن يخطئ أبو بكر"، وعزاه للطبرانى وابن شاهين في