قال في الكبير: قضية كلام المصنف أنه لم يقف لأشهر ولا أقدم من ابن عساكر وهو غفلة، فقد رواه الحارث بن أبي أسامة والطيالسى والديلمى بأتم من هذا ولفظه:"أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة أخى عيسى ولما ولدت خرج من أمى نور أضاء ما بين المشرق والمغرب".
قلت: المذكورون خرجوه بلفظ لا يدخل في هذا الكتاب أصلا، ومن حديث أبي أمامة لا من حديث عبادة بن الصامت، فالشارح ترك بيان ذلك تلبسيا وإتقانا للانتقاد.
قال الحارث بن أبي أسامة: حدثنا الحكم بن موسى ثنا فرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة قال: "قلت يا نبي اللَّه ما كان بدؤ أمرك؟ قال: دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى، ورأت أمى أنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام (١) ".
وقال أبو داود الطيالسى [ص ١٥٥، رقم ١١٤٠]: حدثنا فرج بن فضالة به عن أبي أمامة قال: "قيل يا رسول اللَّه، فذكر مثله، فأول المرفوع منه "دعوة أبي إبراهيم" فيدخل في حرف "الدال"، إلا أنه يكون غير تام الفائدة، خبر مبتدأ محذوف دل عليه السؤال، وعليه فالواجب أن يعاد السؤال فيه من كلام أبي أمامة حتى يتم المعنى ويدخل في حرف الكاف فيقال: "كان بدؤ أمره دعوة أبي إبراهيم" وهذا تكلف أوجب للمصنف العدول إلى حديث عبادة بن الصامت.
١١٩٤/ ٢٧٠٥ - "أنا مدينةُ العلمِ وعَلي بابُها فمن أراد العلمَ فليأتِ البابَ"