قال الشارح: وهو حسن باعتبار طرقه لا صحيح ولا ضعيف فضلا عن كونه موضوعا، ووهم ابن الجوزى.
قلت: بل الحديث صحيح لا شك في صحته، بل هو أصح من كثير من الأحاديث التي حكموا بصحتها كما أوضحت ذلك في جزء مفرد سميته:"فتح الملك العلى بصحة حديث باب مدينة العلم على"
وهو مطبوع فارجع إليه تر ما يبهج خاطرك ويسر ناظرك.
١١٩٥/ ٢٧٠٦ - "أنا أوْلى النَّاس بعيسى ابن مريم في الدُّنيا والآخرة، ليس بيني وبينهُ نبيّ، والأنبياءُ أولاد علَّات أمهاتهم شتى ودينهم واحدٌ".
(حم. ق. د) عن أبي هريرة
قال في الكبير على قوله "ليس بيني وبينه نبي": أى من أولى العزم فلا يرد خالد بن سنان بفرض تسليم كونه بينهما، وإلا فقد قيل إن في سند خبره مقالا، وإنما دل بهذه الجملة الاستثنائية على الأولوية لأن عدم الفصل بين الشريعتين واتصال ما بين الدعوتين، وتقارب ما بين الزمانين صيرهما كالنسب الذي هو أقرب الأنساب.
قلت: في هذا أمران أحدهما: أن خبر خالد بن سنان له طرق متعددة أفردته بجزء مستقل، وهو بتلك الطرق ثابت جزما لا شك فيه.
ثانيهما: أن الإشكال الوارد من نبوته على هذا الحديث مدفوع بأمر واضح، إلا أنى لم أر من تنبه له ممن تكلم على الحديث وهو أن المراد بقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ليس بينى وبينه نبي" في المستقبل فهو متضمن للإخبار بنزول عيسى عليه السلام آخر الزمان، وصريح أو كالصريح في أنه لا نبي بعد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فهو كقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا نبي بعدى"، يرشد إلى هذا أنه ورد في