وقال في الكبير عقب الرمزين: من حديث الحسن بن سليمان صاحب المصلى عن محمد الباغندى عن عبيد بن هشام الحلبى عن مالك عن الزهرى عن أنى ثم قال الخطيب: وهم هذا الشيخ على الباغندى وعلى من فوقه، وهما قبيحا، لأنه لا يعرف إلا من رواية سليمان الخبائرى عن بقية عن مالك، وكذا حدث به الباغندى وصاحب المصلى له أحاديث تدل على سوء ضبطه وضعف حاله اهـ.
وقضية كلام المصنف أن هذا مما لم يتعرض له أحد من الستة لتخريجه وهو ذهول، فقد قال هو نفسه في الدرر عند الترمذى من حديث ابن مسعود في أثناء حديث بسند حسن هذه عبارته، وبه يعرف أنه كما لم يصب في اقتصاره على العزو للخطيب وحذف ما عقبه من بيان علته وضعفه لم يصب في عدوله عن العزو للترمذى لخروجه عن قانونهم.
قلت: المصنف مصيب أولا وآخرا وأنت مخطئ في كل ما تهذى به كما أبينه من وجوه: الأول: أنه يقول عن الترمذى أنه خرجه أثناء حديث وهو يعلم أن موضوع هذا الكتاب ذكر الأحاديث بتمامها على ترتيب حروف أولها، فكيف ينتقل من حديث إلى قطعة من غيره، والشارح يتيقن هذا.
الثانى: أنه يحتج على المصنف بما ذكره هو في الدرر ويريد أن يتجاهل الفرق بين موضوع كتاب الدرر الذي يقصد منه الكلام على الأحاديث المشتهرة من حيث هي، وموضوع الجامع الصغير الذي يقصد منه جمع الأحاديث مرتبة على حروف المعجم حسبما