١٢٥٤/ ٢٨٢٢ - "أوَّلُ شيءٍ يرفعُ من هذه الأمة الخشُوعُ حتَّى لا ترى فيها خاشعًا".
(طب) عن أبي الدرداء
قال في الكبير: قال الهيثمى: سنده حسن اهـ. وظاهر اقتصار المصنف على عزوه للطبرانى أنه لا يوجد مخرجًا لأحد أعلى ولا أولى بالعزو وهو قصور، فقد خرجه الإمام أحمد في المسند من حديث عوف بن مالك ولفظه "أول ما يرفع من هذه الأمة الأمانة والخشوع، حتى لا يكاد ترى خاشعًا وليكونن أقوام يتخشعون هم ذئاب ضوارى" اهـ بحروفه.
قلت: الحديث ما أخرجه أحمد عن عوف بن مالك أصلًا، إنما روى عن علي بن بحر [٦/ ٢٦]:
ثنا محمد بن حمير الحمصى حدثنى إبراهيم بن أبي عبلة عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشى قال حدثنا جبير بن نفير عن عوف بن مالك أنه قال:"بينما نحن جلوس عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذات يوم فنظر في السماء ثم قال: هذا أوان العلم أن يرفع، فقال له رجل من الأنصار يقال له زياد بن لبيد: أيرفع العلم يا رسول اللَّه وفينا كتاب اللَّه وقد علمناه أبناءنا ونساءنا، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن كنت لأظنك من أفقه أهل المدينة". ثم ذكر ضلالة أهل الكتابين وعندهما ما عندهما من كتاب اللَّه عز وجل، فلقى جبير بن نفير شداد بن أوس بالمصلى فحدثه هذا الحديث عن عوف بن مالك، فقال: صدق عوف ثم قال: وهل تدرى ما رفع العلم؟ قال: قلت: لا أدرى، قال: ذهاب أوعيته، قال: وهل تدرى أى العلم أول أن يرفع؟ قلت: لا أدرى، قال: الخشوع حتى لا تكاد ترى خاشعًا.