صحبته، قال: ومن حديثه أيضًا ما أخرج ابن منده من طريق يزيد بن هارون عن مجمع بن يحيى:
حدثنى عمى خالد بن يزيد بن جارية عن أبيه قال:"قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: برئ من الشح" الحديث اهـ.
فاتضح أن ما ذكره الحافظ في حرف الخاء باسم خالد بن حارثة بالحاء المهملة والثاء المثلثة تحريف من الرواة لم يتنبه له الحافظ هناك والصواب ما هنا، كما أن خالدا تابعى جزما أيضًا، كما أفادته هذه الرواية، بل وكذلك والده يزيد ابن جارية، فإنه روى الحديث عن أنس كما سقناه من عند ابن جرير، ولم يقف عليه الحافظ، إلا أن كل سند يرد عن مجمع بن يحيى فإنه مضطرب اضطرابا شديدا كما سيأتى أيضًا في حديث "بلوا أرحامكم ولو بالسلام" قريبا، فالظاهر أن مجمعا المذكور ساقط كثير الغلط إن لم يكن كذابا يتعمد ذلك وإن لم أره في الضعفاء.
١٣٤٦/ ٣١٣٣ - "بَرِئت الذمَّةُ ممن أَقامَ معَ المشْركينَ في ديَارِهمْ"
(طب) عن جرير
قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أنه لم يوجد مخرجا لأحد من الستة لكن رأيته في الفردوس رمز للترمذى وأبي داود فلينظر.
قلت: نعم رواه أبو داود [٣/ ٤٦، رقم ٢٦٤٥] والترمذى [٤/ ١٥٥، رقم ١٦٠٤] ولكن بلفظ: "أنا برئ من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، قالوا: يا رسول اللَّه ولم؟ قال: لا تراءى ناراهما" اهـ.
فموضع رواية أبي داود والترمذى حرف الهمزة، لكن المصنف لم يذكره في الصغير وإن ذكره في الكبير.