وصيغة كلام الشارح تقتضى أنه ضعيف وإنما وثقه بعضهم، والواقع أنه ثقة وإنما تكلم فيه الأزدى وحده بكلام ضعيف.
قال الذهبى في الميزان [٣/ ٤٢٦، رقم ٧١٦]: مالك بن دينار من علماء البصرة وزهادها المشهورين، وكان ينسخ المصاحف صدوق، وثقه النسائى وغيره، وقال بعضهم: صالح الحديث، وقال الأزدى: يعرف وينكر، وقال ابن المدينى: له نحو من أربعين حديثا.
قلت: استشهد به البخارى، واحتج به النسائى، وذكره ابن حبان في الثقات يكنى أبا يحيى يروى عن أنس بن مالك، وفي وفاته أقوال أحدها سنة ثلاثين ومائة اهـ. كلام الذهبى فهو كله توثيق إلا كلام الأزدى، والأزدى لا يعتبر بجرحه بل هو نفسه مجروح.
والحديث أخرجه أيضًا أبو سعد المالينى في مسند الصوفية، قال: أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور أنبأنا عبيد اللَّه بن لؤلؤ الصوفى أخبرنى عمر بن واصل قال: سمعت سهل بن عبد اللَّه يقول: أخبرنى محمد بن سوار أخبرنى مالك بن دينار ومعروف بن على عن الحسن عن محارب بن دثار عن جابر قال: "قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لما نزلت سورة براءة: بعثت بمداراة الناس".
فلو كان مالك بن دينار ضعيفا لما جاز تعليل الحديث به، لأنه توبع في نفس السند بمعروف بن على، فكيف وهو ثقة.
أما عبيد اللَّه بن جعفر فذكره الحافظ في اللسان وقال: روى عن عمر بن واصل حديثا موضوعا ساقه الخطيب في ترجمته، فذكر حديثا طويلًا ظاهر البطلان، قال الخطيب: هذا الحديث موضوع من عمل القصاص وضعه عمر ابن واصل أو وضع عليه اهـ، وهو من الخطيب رجم بالظن في جزمه