قلت: حديث أسماء وقع للشارح في صغيره عزوه إلى ابن ماجه والحاكم، ورمز ابن ماجه تحريف وإنما هو الترمذى.
والحديث أخرجاه هما والحكيم الترمذى في "نوادر الأصول"[١/ ١٧٨] والخرائطى في "اعتلال القلوب"، والخطيب في "الكفاية" كلهم من طريق هاشم بن سعيد الكوفى عن زيد بن عطية الخثعمى عن أسماء بنت عميس به وقال الحاكم: هذا حديث ليس في إسناده أحد منسوب إلى نوع من الجرح وإذا كان هكذا فإنه صحيح، وتعقبه الذهبى بأن سنده مظلم ولم يعلله، وذلك لأن هاشم بن سعيد ضعفه أبو حاتم، وقال ابن معين: ليس بشيء وقال ابن عدى: مقدار ما يرويه لا يتابع عليه اهـ لكن هذا توبع عليه، وورد له شاهد من حديث نعيم بن همار، وقد ذكر ابن حبان هاشما المذكور في الثقات وإن لم يذكر الذهبى ذلك في الميزان، بل قال في ترجمته: ومن مناكيره ما ساق له الترمذى فذكر هذا الخبر ثم قال: هذا غريب جدا، وزيد ابن عطية لا يعرف إلا في هذا الحديث اهـ.
وحديث نعيم أخرجه أيضًا الخطيب وأسنده الذهبى في "التذكرة" من طريقه ثم من رواية محمد بن غالب الأنطاكى:
ثنا يحيى بن زياد الرقى عن طلحة بن زيد عن ثور بن يزيد بن شريح عن نعيم بن همار به.
ثم قال: غريب جدا وطلحة ضعيف ويزيد لم يدرك نعيما اهـ.
وهكذا قال أبو حاتم في العلل مع أنه وقع في طريقه عن يزيد بن جريح، قال: سمعت نعيم بن همار القطفانى، كذا أسنده ولده وذكر أنه سأل أباه عنه فقال: هذا حديث منكر وطلحة ضعيف ويزيد لم يدرك نعيم بن همار.