واهية، على أن كثير من الأئمة والحفاظ ولا سيما المتقدمين عندهم المرسل مقدم على الموصول، ولذا تجد أكثر أحاديث كتب الأئمة كمالك والشافعى وأبي حنيفة والمصنفين من أصحابهم مراسيل ومعاضيل.
الرابع: هب أن الموصول صحيح ثم لم يذكره واقتصر على المرسل فكان ماذا؟ وبعد، فالحديث خرجه عبد الرزاق في مصنفه [١١/ ١٧٨، رقم ٢٠٢٦٢]:
أنبأنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال:"قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-" فذكره.
وأخرجه البيهقى في الزهد [ص ٢٩٦، رقم ٧٠٤] وفي الأسماء والصفات [١/ ١٩٧، رقم ١٣٢] قال في كل منهما:
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق به.
وقال أحمد في الزهد [٢/ ٦٣]:
حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال: قال أبو الدرداء. فذكره من قوله موقوفًا مع [أن] السند واحد، وهو في أصل الجامع لعبد الرزاق مرفوع، فإما أن يكون الحديث عنده على الوجهين أو أحد الروايتين غلط، وقد يكون الرفع أدرج غلطا في أصل الجامع، واللَّه أعلم.
اما حديث ابن عمر، فقال الديلمى [٢/ ٤٩، رقم ٢٠٢٤]:
أخبرنا عبدوس إذنا عن أبي القاسم عن محمد بن يحيى عن الحسن بن أبي على عن محمد بن عبيد اللَّه بن عبد الملك عن مكرم بن عبد الرحمن الجوزجانى عن محمد بن عبد الملك عن نافع عن ابن عمر قال:"قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-" مثله، إلا أنه قال:"فكن كما شئت" بدل قوله: "اعمل ما شئت"، ثم قال الديلمى: