قال في الكبير: ثم قال البيهقى: رفعه ضعيف اهـ. وهو مع وقفه ضعيف أيضًا، ففيه كما قال العلائى إبراهيم بن مسلم الهجرى، وبكر بن خنيس، ضعفهما النسائى وغيره، وقال الهيثمى: رواه أحمد بلفظ: "التوبة من الذنب أن يتوب منه ثم لا يعود فيه"، وسنده ضعيف أيضًا.
قلت: فيه أمران: أحدهما: قوله عقب كلام البيهقى: وهو مع وقفه ضعيف أيضًا، كلام في غاية السقوط والركاكة، فإن البيهقى قال: رفعه ضعيف، فجعله هو موقوفًا، ثم عطف على كونه ضعيفًا كونه ضعيفًا أيضًا وهذا كلام يجل عنه العقلاء.
ثانيهما: قوله: رواه أحمد بسند ضعيف أيضًا، قد يفهم أنه رواه من وجه آخر أيضًا، إلا أنه ضعيف، مع أن أحمد رواه [١/ ٤٤٦] من طريق إبراهيم الهجرى، فالسند واحد غير أنه ليس عنده بكر بن خنيس، لا رواه من طريق على بن عاصم عن الهجرى عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه، أما البيهقى [١٠/ ١٥٥] والديلمى [٢/ ١٢٢، رقم] فروياه من طريق بكر بن خنيس عن الهجرى.